خبز النخالة...رغيف المقاومة والممانعة الجديد للمواطن السوري

 بدأ نظام الأسد بحملة ترويجية واسعة للحديث عن فوائد خبز النخالة موعزاً لمسؤوليه بتعداد مناقب هذا الرغيف ومردوده على صحة المواطن بالمقارنة مع الرغيف المصنوع من الطحين الأبيض.

 وفي أحدث مواقفه، أعلن النظام أن خبز النخالة "فيه صحة للأبدان وخاصة للجهاز الهضمي، وهذا أمر مثبت علمياً"، لكن بشرط "أن يخبز بطريقة صحيحة، وباستخدام الخميرة التي توزعها الدولة على الأفران وعدم الطمع ببيعها كونها تؤمن 3000 ليرة صافية يومياً"، مشيراً إلى أنه إذا ما أعطي الرغيف الأسمر حقه من الاستواء والضمير فإننا سنكون أمام رغيف مقبول وقد يكون خيار الكثيرين بعد فترة قصيرة من التعود.

 التغزل بخبز النخالة يأتي في أعقاب التذمر الشعبي من سوء تصنيعه، والذي أدى إلى رفع سعر ربطة الخبز الأبيض إلى /250/ ليرة في السوق السوداء. فيما يقول مسؤولو النظام أن سبب سوء تصنيع خبز النخالة يعود إلى أنّ هناك ملف فساد يجري التحقيق به فيما يخص النخالة حيث كان هناك من يتصرف يها بطريقة غير قانونية بعد طحن القمح، إذ كان يتم بيع النخالة بطريقة غير قانونية لجهات خاصة، والذي حصل الآن هو أنّه تم التنبه لهذا الموضوع في الوقت المناسب ويتم التحقيق في الأمر بشكل جدّي....أي بمعنى أنه حتى النخالة يجري غشها ولا يستبعد معلقون أن يكون الخبز المطروح في الأسواق قد جرى خلطه بنشارة الخشب كونه غير قابل للاستهلاك البشري إطلاقاً.

 بكل الأحوال يرى المدافعون عن مواقف النظام، أن فكرة النخالة هي حل مؤقت للنقص الذي حصل في الطحين، لكن بشرط "قيادة الأمر بطريقة صحيحة وبعين تموينية صاحية وصادقة عبر التأكيد وبقوة القانون أنّ الخبز خط أحمر وهو جزء من الأمن القومي وبالتالي أي تلاعب به هو جريمة بحق البلد ويجب أن يكون هناك عقوبات صارمة بحق كل من يتطاول على الرغيف".

 أحد المحللين الاقتصادين لدى النظام، والذي شغل سابقاً رئيس تحرير صحيفة تشرين، كتب في موقع سيرياستيبس "أتوقع شخصياً أن لا تستمر الدولة بخلط النخالة مع الطحين الأبيض لأن النخالة سلعة غالية ويمكن أن تدر أرباحاً كبيرة وبالتالي حكماً ستتم العودة إلى الطحين الأبيض عند تحسن الظروف, خاصة إذا ما تم التعامل بذكاء مع موسم القمح القادم وتم منع تهريبه إلى الدول المجاورة، كأن يتم اعتبار كل شاحنة تحمل قمحاً مهرباً هدفاً إرهابياً يجب قصفه".

ترك تعليق

التعليق