200 إصابة باللشمانيا في قرية واحدة من ريف إدلب الجنوبي

انتشر مرض اللشمانيا مؤخراً بشكل كبير في مناطق متعددة من سوريا، ولوحظ انتشار المرض في المناطق الفقيرة غالباً، وخاصة الأماكن القريبة من المناطق التي تكثر فيها برك المياه الراكدة، والمناطق التي تتواجد فيها الأشجار، إضافة إلى الأماكن القريبة من مكبات النفايات.

وفي تقرير للمركز الصحفي السوري، يتحدث "أبو طه" من سكان ريف إدلب الجنوبي، عن معاناته من هذا المرض قائلاً: "عندي طفلة بعمر ٤ سنين مصابة بمرض اللشمانيا المعروفة عندنا "بحبة السنة"، في رأس أنفها وحبة أخرى في خدها الأيمن، استمرت بالعلاج لمدة سنة ولكن بعد معاناة كبيرة تحسنت حالتها حتى ظننا أنها شفيت، إلا أنها تراجعت بشكل سيئ جداً حتى أنها بدأت تتوسع، وسسبت لها تشوهاً في وجهها".

ومرض اللشمانيا أو كما يُطلق عليه "حبة حلب أو حبة السنة"، ينتشر من جراء لسعة ذبابة، تُسمى "ذبابة الرمل أوذبابة الفاصدة" وهي الذبابة التي تحمل "الطفيلي" المسبب للمرض، وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية، لونها أصفر وتتنقل قفزاً ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها.

وتوجد ذبابة الرمل في حظائر الحيوانات، سقوف المباني، الأماكن المظلمة أو المهجورة، الجدران، الكهوف والأراضي الزراعية، وعندما تمتص أنثى ذبابة الرمل الدم من أحد مستودعات الطفيليات (الكلاب والقطط والثعالب والجرذان)، يكون الدم محملاً بالطفيليات المسببة لمرض اللشمانيا، الذي يتكاثر في معدة الذبابة ثم ينتقل إلى لعابها، وعند لدغها إنساناً أو حيواناً أو طيراً سليماً، تقوم الذبابة بحقن طفيليات اللشمانيا في جسمه مسببة المرض.

وفي تقرير المركز الصحفي السوري، تحدث الطبيب "محمد" العامل في المركز الصحي في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي عن مرض اللشمانيا بقوله "في الفترة الأخيرة شهد المركز الصحي في البلدة زيارات كبيرة من المرضى المصابين بمرض اللشمانيا، ويتم معالجة هذا المرض عن طريق حقن موضعي لمكان الإصابة، حيث إنّ الدواء عبارة عن أمبولات للحقن، ويسمى "glucantime" باللغة الطبية، حيث تحتوي كل علبة من الدواء على خمس أمبولات، ولكن هنالك نقص شديد في كمية الدواء وصعوبات وهناك أكثر من 200 إصابة في البلدة بحاجة ماسة إلى الدواء".

الانتشار الكبير للقمامة في الأماكن السكنية والساحات العامة، بالإضافة إلى ازدياد الأبنية المهدمة والمجاري المكشوفة لمياه الصرف الصحي، وعدم استخدام المبيدات الحشرية، كل هذا أدى إلى زيادة انتشار مرض اللشمانيا في سوريا.

وعالمياً، تنتشر اللشمانيا بشكل كبير ويقدر عدد المصابين بنحو 12 مليون شخص في العالم، إضافة إلى تسجيل نحو مليوني إصابة جديدة كل عام. وتتراوح الإصابات بين إصابات جلدية خفيفة أو معتدلة، وقد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكراً.

وللوقاية من هذا المرض يجب القضاء أو التحكم بذباب الرمل الناقل للمرض باستعمال المبيدات الحشرية المتوفرة والقضاء عليها في أماكن تكاثرها أيضاً، وتحاشي التعرّض لهذه الحشرات عن طريق ارتداء الملابس السميكة واستعمال الناموسيات خلال النوم ووضع شبكات من السلك الدقيق التي تمنع الحشرات من الدخول إلى المنازل، واستعمال طاردات الحشرات على الجلد مباشرة أو على الملابس الخارجية.

ترك تعليق

التعليق