"التهاب الكبد الوبائي" قد يهدد سكان دمشق

حذر أطباء عاملين في الهيئة الطبية بوادي بردى من انتشار وباء "التهاب الكبد الوبائي" وامتداده لمياه الشرب الرئيسية في نبع الفيجة، والتي تغذي سكان مدينة دمشق، بعد تفاقم انتشار الوباء في منطقة وادي بردى، حيث تجاوز عدد الحالات المسجلة 50 حالة معظمهم من الأطفال.

وكان الوباء انتشرت بكثرة في بلدات جنوب دمشق المحاصرة، قبل أن يبدأ بغزو قرية عين الفيجة بوادي بردى.

وحسب تقرير نشره "مكتب دمشق الإعلامي"، فإن انتشار فيروس "الكبد الوبائي" بلغ ذروته في الأسبوع الماضي والأسبوع الحالي، وحسب الأطباء العاملين في الهيئة الطبية بالمنطقة "وصلت النسبة  إلى حوالي خمسة حالات يومياً، مما يزيد العدد الكلي إلى أكثر من خمسين حالة مسجلة لدى الهيئة الطبية، معظمهم من الأطفال بين سن 5 سنوات إلى 15 سنة".
 
ويرجح الأطباء في الهيئة الطبية بالمنطقة أن سبب انتشار الفايروس يعود إلى تلوث خزانات المياه المغذية للقرية، والتي لم تشهد أية عمليات تنظيف وتعقيم منذ ثلاثة سنوات بسبب المعارك الدائرة في البلاد، في حين كانت تنظف وتعقم سابقاً كل ستة أشهر.
 
ويقول الناشط أبو محمد البرداوي مدير المركز الإعلامي في وادي بردى "بالرغم من أن المجلس المحلي ناشد ورشة التنظيف والصيانة وتحليل المياه المسؤولة عن نقاوة وتعقيم مياه الشرب التي تغذي المنطقة وتغذي العاصمة، إلا أنه لم يتلقى أية إجابة، في حين تحججت مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها بوجود الجيش الحر بالمنطقة، رغم أن عدة ورشات دخلت إلى المنطقة خلال الفترات الماضية لإصلاح بعض الأضرار التي أصابت نبع الفيجة دون أن يتعرض لها أحد".
 
ويتخوف الطبيب (خ.ع) العامل في الهيئة الطبية بالمنطقة من انتشار الوباء بشكل أكبر وامتداده لمياه الشرب الرئيسية في نبع الفيجة، والتي تغذي أهالي مدينة دمشق إذا لم يتم تدارك الأمر.
 
يقول الطبيب: "بإجراءات احترازية يمكن السيطرة على هذه الحالات قبل أن تتفاقم، ويتوجب القيام بمهمة التأكد من سلامة مياه النبع بطريقة التخزين وأهلية الخزانات من قبل الجهات المعنية سواء المجلس المحلي أو بالتعاون مع هيئات طبية وبيئية من خارج المنطقة إن استلزم الأمر".
 
وحسب مكتب "دمشق الإعلامي"، أفاد ناشطون عن  دخول مجموعة خبراء من المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي إلى وادي بردى اليوم وأخذوا عينات من خزانات المياه وقاموا بوضع بعض حبوب التعقيم، في سبيل تدارك الأمر.

ويعتبر التهاب الكبد A أحد الأمراض الفايروسية التي تصيب الكبد، وتسبب أعراضاً مرضية تتراوح بين البسيطة والوخيمة.
 
وينتقل الفايروس بتناول الملوّث من الطعام والمياه أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه.
 
ويُردّ سبب الإصابة بالالتهاب الكبدي A إلى انعدام توفر المياه المعقمة وتردي الخدمات الصحية، ويمكن أن تستشري حالات هذا المرض الوبائية على نطاق واسع وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة ان لم يعالج بتحسين خدمات الصحة واللقاحات المضادة له.
 
في الوقت الذي تعاني فيه الهيئة الطبية بوادي بردى من نقص بالمواد الطبية، ترتفع أعداد المصابين بمرض إلتهاب الكبد الوبائي مع استمرار استعمال الأهالي لمياه قد تكون ملوثة.
 
 ويبقى الحد من انتشار المرض وتفاقمه رهيناً باستجابة الجهات المعنية بتنظيف مياه الشرب و تعقيم الخزانات وفحصها، قبل أن تتسع رقعة انتشار الفايروس جغرافياً.
 
 

ترك تعليق

التعليق