حي "اكساري" طريق السوريين إلى أوروبا...عبر اسطنبول

رصد تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية نشاطات مهربي اللاجئين في أحد أحياء اسطنبول، الذي يشكل مقصداً للكثير من السوريين الراغبين بالوصول إلى أوروبا.

وحسب التقرير، الذي ترجمته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، فإن الطبقة الوسطى بسوريا تدفع ثمناً باهظاً للوصول إلى الأمان.

 وتقول مراسلة التايمز فى اسطنبول، هانا لوسيندا سميث، إن مقهى فى حي فقير في اسطنبول هو بداية رحلة سرية للهرب إلى أوروبا بالنسبة لمئات الأسر السورية اليائسة.

 ونقلت الصحيفة فى تقريرها، الأربعاء، عن رامي، وهو شاب سوري من دمشق كان للتو قد أجرى اتفاقاً مع مهرب حتى يتمكن من الهرب إلى أوروبا، "من السهل التعرف على المهربين فى مقهى فاتان، فالجميع يعرفونهم،"، ويضيف: "إنهم الأشخاص الذين يجلسون فى المقهى يحتسون الشاي طوال النهار، بعضهم مشهور، يوصي به الناس أقاربهم وأصدقاءهم لأنهم يعتقدون أنهم أهل للثقة".

وتقول سميث، بحسب مقتطفات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية عن الصحيفة، إن المقهى أشهر سوق لتهريب البشر فى حي اكساراي الفقير فى اسطنبول، الذي يوجد فيه أكبر تجمع للاجئين السوريين في أكبر المدن التركية، وتضيف أن بعض اللاجئين السوريين فى اكساراي يتمكنون من إيجاد أعمال زهيدة الأجر فى بعض المتاجر والمطاعم فى الحي وبعضهم يتسول. أما البعض الآخر فإن وجوده فى الحي مؤقت حتى يتمكن من الفرار إلى أوروبا.

 وتتابع إنه فى الأعوام الثلاثة الماضية تمكن مئات الآلاف من السوريين من الوصول إلى الاتحاد الأوروبى عبر طرق التهريب من تركيا، وأشار رامى "إنهم باعة يعرفون كيفية ترغيبك فى سلعتهم، إذا رأوا أدلة على أنك متدين، تظاهروا بأنهم متدينون، وإذا رأوا أنك علمانى سيدعونك لاحتساء البيرة، سيتظاهرون بأنهم أصدقاؤك ولكن كل ما يريدونه هو الحصول على مالك".

وتقول سميث إن الطريق الذى يسلكه الفارون إلى أوروبا يعتمد على كم المال الذي فى حوزتهم. فالرحلة الخطرة بحراً تكلف ما بين 4500 دولار و6500 دولار، ولكن بالنسبة لمن بحوزتهم أموالاً أكثر، ثمة خيار أقل خطورة، إذ بنحو 15 ألف دولار يمكن للمهرب أن يوفر لعميله جواز سفر مزور وتذكرة طائرة مباشرة لأوروبا.


ترك تعليق

التعليق