استيطان النازحين السوريين في المناطق المحررة..."معرة حرمة" مثالاً

تكتظ المناطق المحررة في سوريا بالنازحين، على سبيل المثال قرية معرة حرمة إحدى المناطق المحررة في ريف إدلب الجنوبي، يبلغ سكانها حوالي 20 ألف نسمة، وقد نزح إليها أكثر من 10 آلاف نازح من المدن والبلدات التي دمرت أو التي تشهد اشتباكات، بشكل مستمر كمدينة مورك وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي على سبيل المثال، حيث دُمر 80% من هذه القرى والبلدات، وهجرها سكانها، منهم من ذهب إلى المخيمات ومنهم من استوطن في المناطق المحررة وقام بشراء العقارات.

وأوضح تقرير أعده المركز الصحفي السوري، وحصلت "اقتصاد" على نسخة منه، أن التأثير الذي سببه النازحون على العديد من المجتمعات الأهلية في المناطق المحررة كان ساحقاً، إذ بدأت المدارس التدريس بدوامين لاستيعاب الأطفال النازحين، والمستشفيات تمتلئ بالمرضى، والضغط الشديد على موارد المياه بسبب النقص النسبي للمياه، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع أضعافا مضاعفة عما كانت عليه.

أما الخدمات المقدمة للنازحين الذين يقطنون في المناطق المحررة من الإغاثة وغيرها تكاد تكون معدومة، لأنهم غالبا ما يكونون غير مرئيين ومنتشرون بين السكان المحليين، قد يكون من الصعب التعرف عليهم.

"سمير" أحد سكان مورك الذي نزح إلى قرية معرة حرمة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب يقول: "لقد دُمر منزلي بالكامل كما دُمر محلي للألبسة الرجالية الذي كان يعد مصدر رزقي، ولقد اشتريت أرضاً مساحة 250 مترا في قرية معرة حرمة وقمت بتعمير منزل ومحل تجاري، لكي يكون مصدر دخل لي ولأسرتي، ومنذ نزوحنا وحتى الآن لم نتلقى أي دعم أو إغاثة من أي جهة كانت".

وعند سؤاله إن كان سيعود إلى مدينة مورك في حال تمّ تحريرها، أجاب: "لو كان لدي أرض زراعية في مدينة مورك لفكرت بالعودة إليها، ولكن أنا لا أملك في مدينة مورك سوى البيت الذي دُمر بالكامل، فلم يعد لي أي ارتباط في مدينة مورك".

أما "أبو أحمد" من أهالي ريف إدلب الجنوبي فيقول: "لقد أثر علينا النازحون بشكل سلبي خاصة في ارتفاع الأسعار، ولكن في المقابل ازدهرت القرى والبلدات التي تم النزوح إليها وأصبحت مكتظة بالسكان مما زاد التعاملات في الأسواق التجارية وفرص العمل، وتضاعفت الأبنية السكنية والمحال التجارية إلى ضعف ما كانت عليه".

ويُختتم تقرير المركز الصحفي السوري بالتساؤل عن مصير هؤلاء النازحين الذين استوطنوا في المناطق المحررة بعد أن تُحرر قراهم التي نزحوا منها؟، هل سوف يتركون البيوت والعقارات التي اشتروها ويعودون إلى مدنهم وقراهم، أم سيبقون في تلك المناطق المحررة؟!

وتذهب التقديرات إلى أن أكثر من ستة ملايين سوري فرّوا من منازلهم، ولكنهم يحاولون البقاء على قيد الحياة في أماكن أخرى داخل سوريا واعتُبروا نازحين، واجتاز 2.3 مليون شخصاً آخرين الحدود السورية، وبالتالي اعتُبروا لاجئين.

ترك تعليق

التعليق