تغطية سوق مدحت باشا بألواح "الأترنيت" تحمل الموت البطيء لشاغليه

حذر ناشطون من استخدام ألواح الأترنيت المصنوعة من بقايا "الأميانت" في تغطية سوق مدحت باشا بدمشق والتي ثبت كونها تسبب السرطان على مدى الزمن حيث تنتشر ذراتها بالهواء وتستنشق مسببة سرطان الرئة. 

واتهم الناشط "أبو العز الشامي" موظفي محافظة دمشق بتلقي الرشى لتمرير صفقة شراء واستخدام هذه الألواح، مضيفاً إن " أكثر من 80% من عمال مصانع الاترنيت بإيطاليا ماتوا بالسرطان، وأُغلقت تلك المعامل وحظر استعمال تلك اللوحات بكل من أوروبا وأمريكا.

وأكد الناشط الشامي لـ اقتصاد" أن "تكاليف تفكيك تلك الألواح التي استعملت بوقتها والتخلص منها مكلفة للغاية، والعمال الذين يعملون على تفكيكها يلبسون بدلات خاصة وأقنعة، وكأنهم جراحون أو رواد الفضاء لحساسية وخطورة التعامل مع هذا النوع من المواد، بينما من أسماهم "مرتشي محافظة دمشق" اعتمدوا الاترنيت لتغطية أسواق دمشق.

وحذّر الشامي على سبيل الدعابة أصحاب دكاكين تلك الأسواق أن يفتحوا لائحة بصفحة في دفاترهم لتعداد المتوفين من الدكنجية بالسرطان على المدى القريب.

وكان عدد من مالكي وعمال محلات "سوق مدحت باشا" قد اشتكوا في السنوات التي سبقت الثورة السورية من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي، وفق ما أشار إليه تقرير استقصائي لمؤسسة أريج. 

وأضاف التقرير أن قياسات التلوّث بالعوالق "الجزيئات الناجمة عن دخان السيارات والأنشطة السكانية والصناعية والتجارية.." حوالى 11 ضعفا المسموح به عالمياً.

وتكتمل طبقة من الغبار وهباب الفحم على وجوهم مع نهاية دوامهم في السّوق، بما يكشف التلوّث الشديد للهواء الذي يتنفسونه".

وتشير معلومات صحفية إلى أن مسحاً صحياً أجري في شارع (مدحت باشا) عام 1999 شمل 120 شخصاً، وتمّ تسجيل 38 شكوى التهاب قصبات مزمن، و25 التهاب قصبات تحسسيا، و3 تليّف رئوي، وأربع ربو، 13 حالة سعال مزمن، 9 التهاب طرق تنفسية علوية، و6 التهاب جيوب.

ويستغرب الكثير من تجّار شارع مدحت باشا المصابين بأمراض الجهاز التنفسي تحذير الأطباء لهم من التدخين خلال ترددهم المكثّف على عياداتهم، فيؤكدون أنّهم لا يدخنون، بل ينتمون إلى سوق معروف بتلوّثه ودخان سياراته.! ويأتي تجديد سقف السوق بألواح سيئة الذكر ليزيد الطين بلة ويضيف إلى معاناة الدمشقيين معاناة جديدة.

ترك تعليق

التعليق