بعد 40 عاما من زراعة "فاكهة الشتاء".. مليون شجرة "كستناء"بريف حمص إنتاجها لا يتجاوز 3 أطنان

لا نخالف الحقيقة إذا قلنا، بأن معظم المشاريع الزراعية، التي نفذتها حكومات النظام الأسدي خلال 40 عاما الماضية، فاشلة وغير مجدية اقتصاديا، بدأ من الحمضيات واللوزيات والزيتون والكرمة، وليس آخرها مشروع زراعة شجرة الكستناء الحراجية بريف حمص، والتي تسمى بفاكهة الشتاء، وشجرة الخير لتعدد استخداماتها، حيث يمكن طحن ثمارها وأكلها كالخبز، فضلا عن قيمتها الغذائية العالية، وصلابة خشبها الذي يضاهي خشب البلوط.

المعلومات التي حصلت عليها "زمان الوصل"، من أحد المهندسين الزراعيين المرافقين للمشروع منذ تأسيسه تقول إن زراعة شجرة الكستناء بدأت في سوريا منذ العام 1976م، على مساحة 480 هكتارا بمنطقة "ضهر القصير" (40كم غرب مدينة حمص)، حيث أقدمت وزارة الزراعة على زراعة حوالي 400 ألف غرسة حراجية، من شجر الكستناء بقرى: (بحور، مقلس، حاصور وحديه).

وأكد المهندس الزراعي، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من بطش النظام،أن مشروع الكستناء بضهر القصير "المكان الأفضل"، تُرك ينمو عشوائيا بدون أي أهتمام ورعاية من وزارة الزراعة، حيث لم تقلم أشجار الكستنأء لكي تثمر، ولم يتم اختيار الصنف المحسن من غراس الكستناء، ولم ترش الغابة ولو مرة واحدة بالمبيدات الحشرية.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة بحكومة النظام، لو اتبعت الأسس العلمية في زراعة أكبر غابة كستناء بالمنطقة العربية، لقامت بتصدير الآف الأطنان سنويا من "فاكهة الشتاء"، الكستناء ،كما تفعل تركيا سنويا.

*إنتاج قليل ولا يخزن!
وردا علئ سؤال "زمان الوصل"، حول الإنتاج السنوي من غابة تمتد على مساحة تتجاوز 525 هكتارا، وتضم حوالي مليون شجرة كستناء حاليا، حيث تضاعف عدد الأشجار ذاتيا (تكاثر ذاتي)، قال المهندس الزراعي إن إنتاجنا السنوي من ثمار الكستناء يتراوح مابين نصف طن إلى 3 أطنان في أحسن المواسم.

وأكد أن الإنتاج غير صالح للأكل بعد شهر من قطفه، لأن الصنف المزروع في سوريا، غير قابل للتخزين، وبالتالي من "يتورط" ويشتري الكستناء السورية يرميها بالزبالة بعد أيام من شرائها، لأنها تصاب بالتعفن.

*الهدف بيئي وسياحي
برر عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة بمحافظة حمص، فشل وزارة الزراعة بمشروع الكستناء بريف حمص بقوله:"الهدف من مشروع الكستناء بضهر القصير، بيئي وسياحي، وحماية التربة من الإنجراف"!.

وردا على سؤال أخير لـ"زمان الوصل" عن الوضع الحالي لغابة الكستناء، وما هو مصيرها المستقبلي، قال المهندس الزراعي: الغابة كغيرها من غابات سورية مهددة بالزوال، حيث تقوم ميليشا "الدفاع الوطني"، من قرى (مريمين، القبو وفاحل) بقطع أشجارها، من أجل الحصول على الحطب، حيث يباع الطن بحوالي 20 ألف ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق