في دمشق وريفها: الأسد يفاوض على المياه والكهرباء تنقطع 16 ساعة

تعاني معظم أحياء العاصمة دمشق، وأجزاء واسعة من ريفها، من انقطاع لمياه الشرب، لليوم الرابع على التوالي، فيما تعاني أحياء أخرى من ضعفٍ في ضخ المياه.

تزامن ذلك مع زيادة ملحوظة في فترات انقطاع الكهرباء لتصل في بعض أحياء العاصمة إلى أكثر من 16 ساعة انقطاع في اليوم، وسط أزمة فقدان للغاز، وصعوبة بالغة في الحصول على المازوت.

وتجري حالياً مفاوضات بين لجنة أرسلها نظام الأسد، وبين "الهيئات المدنية والعسكرية" في بلدة عين الفيجة، بريف دمشق، قررت بموجبها الهيئات المذكورة الالتزام بإعادة المياه جزئياً لمدينة دمشق (دون ضخ)، نظراً لتعطل بعض المضخات بعد إصابتها بشظايا الصواريخ والقذائف، بانتظار لجان وعمال الصيانة الذين سترسلهم مؤسسة مياه الشرب.

وبدأ الانقطاع في المياه إثر حملة عسكرية شرسة شنتها قوات النظام لاقتحام قرى في وادي بردى، دفعت فصائل معارضة تسيطر على تلك القرى، إلى قطع ضخ مياه نبع "عين الفيجة"، المصدر الرئيس لمياه الشرب في العاصمة وأجزاء واسعة من ريفها.

وحسب صفحة "المركز الإعلامي في وادي بردى" في "فيسبوك"، أرسل النظام لجنة إلى بلدة عين الفيجة للتفاوض، بعد فشل قواته في اقتحام بلدات في قرى وادي بردى.

وطرحت الهيئات المدنية والعسكرية التي تُسيطر على بلدة عين الفيجة خمسة شروط لأي اتفاق مع النظام، ممهلةً الأخير حتى الساعة 12 ظهراً من اليوم الأربعاء، وإلا فإن المفاوضات ستنهار.

واشترطت الهيئات المعارضة إيقاف كافة أنواع القصف واستهداف المدنيين بشكل كامل، وانسحاب عناصر جيش النظام ومن معهم مما يسمى بـ "الدفاع الوطني" إلى أشرفية الوادي.

كما اشترطت الهيئات الإفراج الفوري عن المعتقلات في سجون الأسد من حرائر بلدات وداي بردى، وتم إرسال أسمائهم مع اللجنة المفاوضة. إلى جانب فتح جميع الطرقات المؤدية لوادي بردى، وإدخال االمواد الغذائية والطبية والمحروقات للمنطقة، مع فتح كامل وعلى مدار الساعة للطريق الواصل بين بلدتي دير مقرن وإفرة في وادي بردى بلا أية شروط مسبقة.

في هذه الأثناء، تنهمر الأمطار بغزارة في العاصمة دمشق، لكن سكانها، في معظم الأحياء بلا مياه للشرب، رغم وعود مديرية مياه دمشق وريفها، المتكررة، بعودة ضخ المياه في وقت قريب.

وكانت الهيئات المعارضة في عين الفيجة حاولت ضخ مياه الشرب في القسطل المتوجه إلى بلدة قدسيا بريف دمشق، لكن الأضرار التي لحقت بالمضخات والقساطل التي تنقل مياه الشرب، أدت إلى تسرب المياه إلى الشوارع ودخولها عدداً من البيوت في بلدة عين الفيجة، والتسبب بأضرار مادية.

وكانت مصادر معارضة أكدت عدة مرات أن قصف قوات النظام العشوائي لبلدات قرى وادي بردى ألحق أضراراً جسيمة بمضخات وشبكة نقل مياه الشرب إلى العاصمة وريفها.

في هذه الأثناء، ذكرت صفحة "أسواق سوريا، أسعار كل شيء" في "فيسبوك"، أن سعر برميل المياه وصل إلى 700 ليرة في العاصمة.

ويعتبر نبع عين الفيجة المغذي الرئيس بمياه الشرب للعاصمة دمشق. وقد انخفض منسوب النبع بشكل كبير في الشهور الماضية، وباتت الآبار الارتوازية هي البديل الأول بالنسبة لمؤسسة مياه الشرب لسد النقص الحاصل جراء ذلك. لكن لا يبدو أن مياه الآبار قادرة على سد هذا النقص، حسب ما يبدو حتى الآن.

ترك تعليق

التعليق