مصدر خاص لـ"اقتصاد": مخيم الأمل بالقنيطرة على أبواب نكبة إنسانية

ليست المرة الأولى التي تُسلط فيها وسائل الإعلام الضوء على المأساة التي يعيشها 3500 نازح سوري في "مخيم الأمل" على خط التماس المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، لكن التقارير الإعلامية لم تكن مُجدية حتى الآن في إيجاد حلول لأزمة هؤلاء النازحين الذين لا يجدون من يغيثهم حتى اليوم، رغم اقتراب فصل الشتاء الذي يُنذر بكارثة إنسانية قد تحيق بسكان المخيم.

وفي هذا السياق، حصلت "اقتصاد" من مصدر خاص، على معطيات مفصلة بخصوص الوضع الراهن في المخيم، والإجراءات المطلوبة لإنقاذ سكانه من نكبة إنسانية مُرتقبة.

ويقع مخيم الأمل في القنيطرة على تماس مباشر مع حدود الجولان السوري المحتل. ويتمركز المخيم من حيث الموقع بين بلدتي الأصبح والعشّة بريف القنيطرة الجنوبي، ويحتوي قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة نازح سوري، غالبيتهم من قرى درعا والقنيطرة المجاورة، ممن اضطروا لترك بيوتهم وقراهم ومدنهم باحثين عن ملجأ يسترهم ويحمي أطفالهم ونساءهم.

حول مأساة المخيم، يقول المصدر بأنه يفتقر لأدنى متطلبات الحياة الإنسانية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا دواء ولا تعليم ولا وجود لأي خدمات صحية، والإغاثة معدومة. ولا يبدو أن اللجان القائمة على المخيم تقوم بعملها أو تقدم أي شيء للنازحين فيه.

ويضيف الخيم بأن الخيم غير صالحة للاستخدام مهترئة ومثقوبة لا تق من حر الصيف ولا من برد الشتاء، فيما تنعدم الأغطية، وتغيب أية نشاطات لهيئات إغاثية محلية أو دولية لتقديم الدعم والرعاية للنازحين في المخيم.

ناهيك عما سبق، لا وجود لهيئة ثورية تشرف على المخيم لتأمين حمايته. كما لا وجود لمقومات الحياة البشرية في المخيم وكأن هذا المخيم خارج حدود الزمن، حسب وصف المصدر.

ويشتكي القاطنون في المخيم من غياب الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة والمجالس المحلية عنهم ويتساءلون "ألا تمثلنا هذه الهيئات"!

ويسعى سكان المخيم، حسب المصدر، إلى مخاطبة مجلس محافظة درعا ومجلس محافظة القنيطرة من خلال الحكومة المؤقتة (وزارة الادارة المحلية) لمتابعة وضع المخيم وتقديم ما هو ضروري، ولتكليف هيئة لإدارة المخيم، خاصة وهنا على أبواب فصل الشتاء.

كما يسعى السكان إلى مخاطبة المجلس العسكري في درعا والقنيطرة من خلال وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة وهيئة الأركان لفرز هيئة ثورية من أجل تأمين الحماية للمخيم.

ويعمل سكان المخيم أيضاً على مخاطبة المفوضية السامية لحماية اللاجئين من أجل تقديم الرعاية والدعم للنازحين في المخيم، ومخاطبة الصليب الأحمر الدولي من أجل تقديم الخدمات الطبية اللازمة، ومخاطبة منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان PHR الدوليتين وغيرها من المنظمات الدولية ذات الشأن من أجل تقديم الدعم والرعاية الطبية للمخيم.

ويأمل السكان أن يتم تأمين الخيم والطعام من خلال المنظمات والمؤسسات الأهلية التي تعمل في الداخل كرابطة أهل حوران وهيئة حوران الإسلامية على سبيل المثال.

وكان مخيم الأمل بالقنيطرة تعرض منذ ثلاثة أسابيع لعاصفة مطرية أدت لهدم عشرات الخيام وإصابة طفل صغير بجروح. ويفتقد سكان المخيم لوسائل التدفئة، وتنتشر الأمراض بكثرة بينهم، خاصة في صفوف الأطفال.

ترك تعليق

التعليق