بذريعة "الأمن القومي": كاتب مصري يحذّر من الطلاب السوريين في الجامعات المصرية

نشرت صحيفة "اليوم السابع"، التي تتمتع بشهرة واسعة في مصر، مقالاً لكاتب حذّر فيه من زيادة أعداد الطلاب العرب المُلتحقين بالجامعات المصرية الحكومية والخاصة.

وحدد "دندراوي الهواري" في تحذيره عدداً من الجنسيات العربية، منها السوريين، مشيراً إلى أن "متآمرين من الخارج" و"أذرعتهم التكفيرية" من "داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس وجماعة الإخوان الإرهابية"، تمكنوا من تجنيد بعضهم، و"والدفع بهم للدراسة فى الجامعات المصرية، حكومية وخاصة، لتنفيذ مخططاتهم".

وحدد الكاتب المصري "المغمور" جنسيات عربية أخرى، منها الفلسطينية والليبية والعراقية واليمنية، باعتبارهم أدوات مُحتملة للـ "الإرهابيين" و"المتآمرين" في الخارج. مشيراً إلى أن هؤلاء يتركزون في مدن، أبرزها "6 أكتوبر" قرب القاهرة.

يُذكر أن مدينة 6 أكتوبر تضم أكبر تجمع للسوريين اللاجئين إلى مصر بعد الثورة.

الكاتب الذي حذّر من أن الطلاب المنتمين للجنسيات المذكورة بدأوا بنشر "أفكارهم المتطرفة"، وتساءل إن كانت الأجهزة الأمنية المصرية تمتلك قاعدة بيانات بالطلاب العرب والأجانب الذين يدرسون في الجامعات المصرية، وتحديداً منها الجامعات الخاصة.

ويدرس الكثير من أبناء العائلات السورية الميسورة من المقيمين في مصر، في جامعات خاصة، بعد التعقيدات التي وضعتها السلطات المصرية أمام دراسة السوريين في الجامعات الحكومية، منذ الانقلاب على محمد مرسي.

وكان الإعلام المصري قد لعب دوراً بارزاً في التحريض ضد السوريين في أعقاب الانقلاب على الرئيس السابق، الأمر الذي دفع ببعض العامة من المصريين إلى تنفيذ اعتداءات على سوريين في مناطق متفرقة من مصر، منها مدينة 6 أكتوبر.

وفي الوقت الراهن، تراجعت الحالة العدائية التي عمت قطاعات من المصريين، حيال السوريين، بعيد الانقلاب على مرسي.

واتهم كاتب المقال أن معظم عمليات التفجير التي وقعت مؤخراً في مصر ضُبط فيها عناصر "إرهابية" سورية وفلسطينية، وهو إدعاء لم تؤكده أية مصادر رسمية مصرية، ويمثل تكراراً لنهج الإعلام المصري في أعقاب الانقلاب على مرسي منذ أكثر من سنة، حينما تم تضخيم مسألة مشاركة السوريين في تظاهرات الأخوان المسلمين، دون أية دلائل رسمية.

وقد تراجعت أعداد السوريين اللاجئين في مصر في أعقاب الانقلاب، إذ انتقل الميسورون منهم إلى تركيا، فيما عاد الأقل حظاً إلى سوريا، بعد تفاقم الضغوط.

ويُخشى أن يمثل المقال المذكور، المنشور في صحيفة واسعة الانتشار في مصر، عودةً إلى مرحلة ركّز فيها الإعلام المصري الموالي للمؤسسة العسكرية الحاكمة على أعداء خارجيين باعتبارهم المسؤولين عن حالة الانفلات الأمني والتفجيرات والتظاهرات التي عمّت مناطق مصرية.

كما يُخشى أن تعود حالة التحريض ضد السوريين في الإعلام المصري، مما قد يعيد أجواء الارتياب والعداء لدى قطاع من الشارع المصري حيال السوريين المقيمين في مصر.

يأتي ذلك بعد تفاقم التدهور الأمني شمال سيناء. ويحمّل الإعلام المصري جهات خارجية، منها دول عربية وإقليمية، مسؤولية دعم جهات داخلية "للتآمر" على "الدولة المصرية".

ترك تعليق

التعليق