ضربات التحالف الدولي تفاقم معاناة سكان ريف اللاذقية

ما إن بدأت ضربات التحالف الدولي لمواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، حتى شهدت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ارتفاعاً في المناطق المحررة.

وارتفعت الأسعار بشكل جنوني في ريف اللاذقية وباقي المناطق السورية، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، بعدما استهدفت قوات التحالف آبار النفط التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" بدعوى تجفيف موارده المالية.

هذه الآبار كانت تلبي حاجات السوق المحلية في المناطق المحررة، حيث كانت تجري فلترتها بطرق بدائية بسيطة، ليقتصر وصول الوقود على تهريبه من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وعبر شرائه من عناصر حواجزه بأسعار خيالية.

انعكاسات حياتية

بلغ سعر ليتر البنزين بما يعادل ثلاثة دولارات بعدما كان بدولار ونصف، وبلغ سعر لتر المازوت بما يعادل دولارين بعدما كان ثلاثة أرباع الدولار، وينطبق الأمر على اسطوانة الغاز، حيث وصل سعرها إلى ما يعادل أربعين دولار بعدما كانت تباع بعشر دولارات.

انعكس الأمر سلباً على حال سكان ريف اللاذقية الذين يعانون الفقر أصلاً، حيث باتوا عاجزين عن شراء احتياجاتهم اليومية، ودفع تكاليف تجهيز أبنائهم للمدراس مع بداية العام الدراسي الجديد.

اشتكى الفلاح "أبو محمد" من عدم قدرته على دفع ثمن ملابس أطفاله الثلاثة في المدرسة، وقال لـ"سراج برس": نعاني الفقر أصلاً بسبب استهداف النظام لبساتيننا وإحراقها، لتزيد ضربات التحالف من معاناتنا، لم أعد قادراً كما الكثيرين من سكان ريف اللاذقية على توفير احتياجات الحياة وشراء مستلزمات أطفالنا.

تسبب الارتفاع الجنوني لأسعار الوقود بنقص في مياه الشرب، إذ اعتاد الفلاحون توفير مياه الشرب عبر الآبار، حيث يضخونها بواسطة مولدات تعمل على الوقود.

"بلغ سعر صهريج ماء الشرب ألفي ليرة سورية، أي ما يعادل عشر دولارات وهذا ما يفوق قدرتنا على شرائه، الأمر الذي اضطرنا للانتظار ساعات طويلة على نبع الماء الضعيف في قريتنا" حسب قول أم صطيف إحدى قاطنات جبل الأكراد في ريف اللاذقية.

تهديد المواسم

وازدادت معاناة الفلاحين مع عجزهم عن شراء الوقود لحراثة أراضيهم والعناية بأشجارهم، وهذا يهدد بيبسها وخروجها من دائرة الإنتاج.

في حديث لـ (سراج برس)، أكد المهندس الزراعي رامي أن استمرار الأسعار مرتفعةً بهذا الشكل يهدد مواسم الفلاحين للمواسم القادمة، مشيراً إلى أنه تزامن مع موعد الحراثة الخريفية للأراضي الزراعية وموعد رش الأشجار بالمبيدات الحشرية, وأن الغلاء حرم الفلاحين من القيام بها لعدم قدرتهم على شراء الوقود لتشغيل الآلات الزراعية.

وسيحرم ارتفاع أسعار الوقود سكان ريف اللاذقية من الكهرباء التي يحصلون عليها من المولدات التي تعمل على البنزين، حيث اعتادوا توليدها بهذه الطريقة منذ أن قطع عنهم النظام التيار الكهربائي قبل ثلاث سنوات.

الحطب بديلا

من جهة أخرى دفع ارتفاع أسعار المازوت والغاز المنزلي الفلاحين إلى اللجوء إلى الحطب لطهي الطعام والتدفئة مع حلول الشتاء.

أكد الفلاح رشدي من جبل التركمان أنه تفرغ مع ولديه للاحتطاب لجمع مؤونة الشتاء من الحطب، وأشار إلى أنهم اضطروا إلى قطعه بالمناشير اليدوية ونقله على الحمير إلى المنزل، لعدم مقدرتهم على شراء وقود المنشار الآلي والجرار الزراعي.

وطلب المحامي خالد - وهو من أبناء ريف اللاذقية- من الحكومة السورية المؤقتة وائتلاف قوى الثورة دعم أسعار الوقود بما يكفل تخفيض أسعار المواد الغذائية، وأشار إلى أن ذلك يجنب المواطنين جوعاً أكيداً سيحل بهم نتيجة فقرهم الشديد.

ترك تعليق

التعليق