العجل بـ300 ألف ليرة و50 ألفا للكبش..أسعار "الأضاحي" في ريف حمص المحاصر تذبح الأهالي

يحلّ عيد الأضحى المبارك هذا العام على السوريين، بشكل عام وعلى المحاصرين خصوصا، وهم في ظروف أسوأ من العيد الذي سبقه جراء انعدام الأمن واستمرار القصف بمختلف أنواع الأسلحة، وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية للمواطن السوري، مقابل ارتفاع جنوني لكافة أسعار السلع، وخاصة بعد الانخفاض الأخير والكبير بقيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

وإذا كانت "الأضحية" إحدى أساسيات عيد الأضحى المبارك، فإن أسعارها في العامين الأخيرين، سجلت ارتفاعا تجاوز الأربعة أضعاف، ولكن ما هي أسعار "الأضاحي" هذا العام؟ وكم تبلغ نسبة القادرين على شراء "الأضحية"؟.

وأخيرا ماذا قدمت الجمعيات الخيرية للمناطق المحاصرة بريف حمص الشمالي؟.

في التحقيق التالي تحاول "زمان الوصل" الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها.

*سنّة الذبح
ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، قلّل ممن يرغبون في تطبيق سنّة الذبح، التي افتدى فيها النبي ابراهيم ابنه إسماعيل (عليهما السلام) بذبح عظيم، وبالرغم من أن جميع "الأضاحي" بريف حمص الشمالي المحاصر من قبل النظام منذ 3سنوات هي تربية محلية، إلا أن نسبة المواطنين الذين استطاعوا شراء "الأضحية" هذا العام لا تتجاوز15 %، بينما كانت هذه النسبة تصل في السنوات السابقة إلى 90 %، وقد أكد الكثير ممن التقتهم "زمان الوصل" أن معظم الشعب السوري أصبح حاليا غير قادر على تطبيق سنّة النبي إبراهيم (عليه السلام).. ولكن هذا الانخفاض الكبير في نسبة القادرين على شراء "الأضحية"، لم تمنع تجار الماشية، ومربي الثروة الحيوانية بسوريا من تسمين العجول والخراف استعدادا لعيد الأضحى المبارك، حيث يعرفون إنه مهما ارتفعت الأسعار، وقلّ الطلب على المعروض من الثروة الحيوانية، فإن ما تبقى من الماشية سيذهب إلى محلات القصابة (الجزارين).

وحسب مشاهدات "زمان الوصل" في بعض بلدات ريف حمص الشمالي المحاصر، تراوحت أسعار الماشية بعيد الضحى، ما بين 30 ألف ليرة للرأ الواحد من غنم العواس، و300 ألف ليرة سورية للعجول والأبقار، أي ما يعادل أربعة أضعاف سعرها قبل الثورة السورية، وهذه الأسعار، كما يقول تجار لـ "زمان الوصل" هي أقل من أسعار العام الماضي بحوالي 30 %.

وقال حسن العلي -مربي أغنام لـ"زمان الوصل": في هذا العام نبيع الأغنام بخسارة، مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت أسعار الخراف حوالي 1000 ليرة سورية للكيلو الواقف، أما في هذا العام لم يتجاوز سعر الكيلو 600 ليرة سورية، كما شهد سوق العلف ارتفاعا جنونيا عن العام الماضي، حيث يباع حاليا كيلو الشعير -إن وجد- بـ70 ليرة، وكيلو العلف "المحبحب" بـ 100ليرة سورية.. وقال عبد الخالق العمر -أحد تجار الأغنام والأبقار في مدينة "تلبيسة" المحاصرة (10 كم شمال مدينة حمص) لـ"زمان الوصل": "إن من يريد أن يضحّي في العيد يشتري الأضحية، سواء كانت رخيصة أو غالية، مشيرا إلى أن أسعار الأضاحي هذا العام مرتفعة نسبيا في مدينتهم".

وعزا ارتفاع الأسعار إلى الحصار الذي تفرضه حواجز النظام على "تلبيسة" وريفها، وأشار إلى أن سعر الأضحية حاليا يتراوح بين 150 دولارا للخروف البلدي، و1500 دولار لرأس البقر.

*نحن "الأضحية"
"نحن الأضحية فكيف نشتري الأضاحي؟!" بهذه العبارة بدأ أبو محمد حديثه مع "زمان الوصل" وهو يهز رأسه مستغربا الحديث عن ارتفاع أسعار أضاحي العيد، مضيفا بسخرية: "في الأزمة السورية كل شيء ارتفع ثمنه إلا الإنسان". وإذا ما سألت أي سوري بالداخل عن العيد قال: "أي عيد؟ الله يعجّل علينا بالفرج ,ويخلصنا من نظام مجرم لم تعرف البشرية مثيلا له".

*200 أضحية للحولة
في ظل "قلّة حيلة" الكثير من السوريين المقيمين بالمناطق المحاصرة بريف حمص الشمالي والشمالي الغربي، والذي يقدّر عددهم بـ200 ألف شخص، تسعى العديد من الجمعيات الأهلية والخيرية والاجتماعية، التخفيف عنهم من خلال جمع التبرعات من الميسورين، ومن المغتربين السوريين بالخارج، وشراء الأضاحي وذبحها بالمناطق المحاصرة وتوزيعها على المحتاجين في أيام العيد.

محمد السليم -المدير المالي في جمعية "آلاء" الخيرية، ومقرها في بلدة تلذهب (الحولة) قال لـ "زمان الوصل": مشروع الأضحية الذي تقوم به الجمعية خلال عيد الأضحى المبارك يشمل حوالي/500/ أسرة في منطقة الحولة، وحصلت كل منها على حصص من 47 أضحية من غنم العواس تبرع بها حجاج بيت الله الحرام، و"فاعل خير"، مشيرا إلى أن الجمعية، والتي لم يمض عام على تأسيسها، تقوم شهريا بتوزيع سلال غذائية شهريا لعدد من العائلات المستورة، بالإضافة إلى توزيع رواتب شهرية لذوي الشهداء، والمساهمة بدفع أجور عمليات جراحية للعائلات الفقيرة بالحولة... لافتا إلى أن الجمعية تتلقى التبرعات المالية ممّن وصفهم بـ"أصحاب الأيدي البيضاء".

علمت "زمان الوصل" أن هناك عدة جمعيات خيرية في بقية بلدان الحولة (الطيبة وتلدو وكفرلاها)، ومدينتي "الرستن" و"تلبيسة" بريف حمص الشمالي، تقوم بنفس عمل جمعية "آلاء" الخيرية، من ذبح أضاحي العيد، وتوزيع حصص على المحتاجين، كما "علمت "زمان الوصل" أن المجلس المحلي لبلدة "تلذهب"، قام بذبح 75 رأسا من الغنم، وتوزيعها في البلدة، تبرع بها مغتربون، وأصحاب الأيادي البيضاء.

ترك تعليق

التعليق