الأمم المتحدة: مكاسب "الدولة الإسلامية" قد تقود لأزمة لاجئين سوريين جديدة

حذرت مسؤولة المعونات في الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من السوريين الإضافيين قد يضطرون للنزوح عن وطنهم الذي تمزقه الحرب إذا واصل مقاتلو الدولة الإسلامية تحقيق مكاسب على الأرض.

وأضافت فاليري أموس متحدثة لمجلس الأمن أن التقدم الذي أحرزه مقاتلو الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة في شمال حلب أجبر أكثر من 160 ألفا معظمهم من النساء والأطفال على الفرار وعبور الحدود إلى تركيا خلال أيام قليلة.

وقالت أموس للمجلس "جزعهم كان كبيرا لدرجة أن كثيرا من الناس عبروا حقول ألغام كثيفة طلبا للجوء... هناك احتمال أن يضطر عشرات الآلاف غيرهم للخروج من سوريا إذا واصلت قوات الدولة الإسلامية اكتساب أراض."

وسيطرت الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة في سوريا والعراق معلنة قيام خلافة. وقالت أموس إن الجماعة متهمة بارتكاب مذابح وقطع رؤوس مدنيين وجنود والاستعباد الجنسي للنساء والفتيات وتجنيد الأطفال.

وبدأت الولايات المتحدة شن ضربات جوية وصاروخية على معاقل الدولة الإسلامية في سوريا الأسبوع الماضي بدعم من بعض الدول العربية مما وسع حملتها الجوية ضد متشددي التنظيم التي بدأت في العراق الشهر الماضي.

وسأل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في المشاورات التي جرت في جلسة مغلقة عقب إفادة أموس عن تأثير الضربات الجوية على المدنيين. ونقل دبلوماسيون طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم عن أموس قولها إنه ما من دليل على أن الضربات عطلت الوصول إلى المعونات.

وقالت إن الأطراف الأخرى في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف في سوريا والتي نتجت عن قمع بشار الأسد لمحتجين ديمقراطيين سلميين- ما زالوا يظهرون "عدم احترام مطلق" للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان.

وتابعت أموس "ما زالت الحكومة تشن هجماتها الجوية التي تستخدم فيها البراميل المتفجرة... وما زالت الأطراف جميعا تطلق النار بشكل عشوائي على المناطق السكانية وعلى أسواق ومخابز."

وأضافت "ما زالت المعارك الضارية وتحرك خطوط المواجهة تجعل من إيصال المعونات عملية صعبة وخطيرة."

ومضت أموس تقول إن نحو 11 مليون شخص في سوريا- أي نصف سكان البلاد- بحاجة للمساعدة. ويوجد 6.4 مليون نازح داخليا. ومن المعتقد أن ثلاثة ملايين آخرين فروا من البلاد. وتابعت أن العدد الحقيقي للاجئين من المرجح أن يكون أكبر بكثير.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 190 ألف شخص قتلوا في الحرب.

وقالت أموس "إن من لا يستطيعون الفرار بقوا.. الملايين ينقصهم الغذاء والدواء.. ونحو ثلاثة ملايين طفل لم يذهبوا إلى المدارس."

وأضافت إن جميع أطراف الصراع يمنعون وصول المساعدات الإنسانية بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة والحكومة.

وتبنى مجلس الأمن بالإجماع قرارا في يوليو تموز يسمح بوصول المساعدات عبر أربعة منافذ حدودية من تركيا والعراق والأردن.

وذلك على الرغم من أن سوريا حذرت من أنها تعتبر تسليم مثل هذه المساعدات خرقا للسيادة على أراضيها.

وقالت أموس إنه في ظل ذلك القرار جرى تسليم الغذاء والدواء لنحو 150 ألف شخص وقدمت المساعدات الأساسية لنحو 315 ألفا واستكمال عمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل منذ عدة أعوام.

ترك تعليق

التعليق