يلتزمون بيوتهم ويخزنون الطعام لأيام: السوريون في لبنان في أسوأ أوضاعهم

يعيش السوريون في لبنان اليوم حالةً غير مسبوقةٍ من الخوف والترقب وسط تكرار حالات الاعتداء عليهم، وتصاعد الدعوات الشعبية لطردهم في بعض المناطق ذات المكون الطائفي الشيعي تحديداً. يترافق ذلك مع حملات أمنية ممنهجة ضدهم، وقرارات حكومية تهدد بإمكانية حرمان أطفالهم من التعليم.

 وقد تناقلت وسائل إعلام عدة صور الاعتداءات على سوريين في الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله ببيروت) مساء أمس، من جانب ثُلة من الشباب الذين تجولوا بدرجاتهم النارية ليتعرضوا بالضرب لكل عاملٍ سوري تمكنوا من التقاطه. في الوقت الذي وزع فيه "شباب حي الرضوان" في الضاحية الجنوبية، منشوراً يطلبون فيه من السوريين جميعاً، ودون استثناءات، مغادرة الشارع في مهلة أقصاها الخامس عشر من الشهر الجاري، مع تحذير بأن من لا ينفذ من السوريين قد يتعرض للاعتداء. وقد طلب أصحاب المنشور من حزب الله وحركة أمل عدم التدخل بتاتاً، في إشارة إلى احتمال تدخل وسطاء من جانب التنظيمين لتهدئة الأوضاع في الضاحية حيال اللاجئين السوريين المقيمين فيها.

يأتي كل ذلك على خلفية إعدام "داعش" لجنديين لبنانيين أسيرين لديها، وسط فشلٍ متواصلٍ لكل محاولات الوساطة المحلية والإقليمية للوصول إلى تسوية مع خاطفي الجنود اللبنانيين، سواء من جبهة النُصرة أو من داعش.

وكان التنظيمان، داعش والنُصرة، حذرا في بيانات خاصة، من الاعتداء على السوريين في لبنان، تحت طائلة إعدام باقي الجنود الأسرى.

وسط هذه الأجواء، التزم السوريون في منطقة النبطية بيوتهم، وخزنوا الطعام لعدة أيام، حسب صحيفة النهار اللبنانية، وسط مخاوف من ردود فعل سكانها الشيعة بعد نشر صور ذبح الجندي اللبناني عباس مدلج، من جانب داعش.

وبالتزامن مع المواقف السلبية التي اجتاحت جزءاً من الشارع اللبناني حيال السوريين، يواصل الجيش اللبناني وقوى الأمن حملاتهم على السوريين، التي ترافقت مع تضييق شديد عليهم، بحجة البحث عن مطلوبين، وهو ما كان واضحاً في مدينة صيدا اللبنانية، حسب وسائل إعلام.

وقد نزح السوريون من عدة مناطق داخل لبنان خوفاً من الاعتداء عليهم، فقد ذكرت تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان، أن سوريين مقيمين في بلدة ديرسريان الجنوبية، قضاء مرجعيون، غادروا البلد بسبب الخوف من أية اعتداءات محتملة عليهم.

كما أفادت معلومات في زحلة أن بعض السوريين الذين يقطنون في مخيم على أوستراد رياق بعلبك – حوش الغنم، رتبوا أمتعتهم، وهم يحضرون أنفسهم للرحيل، متوجهين نحو البقاع الغربي.

وبالتزامن، قررت وزارة التربية اللبنانية منع السوريين من التسجيل في المدارس الحكومية، لحين انتهاء الطلاب اللبنانيين من التسجيل.

وقد أُشيع بأن السوريين سيُمنعون من الالتحاق بالمدارس اللبنانية، مما أثار غضباً عارماً في أوساط السوريين المقيمين في لبنان، قبل أن تتحدث مصادر وزارية لصحيفة الشرق الأوسط بأن وزير التربية اللبناني تراجع عن قراره السابق، وانه سيُسمح لأبناء السوريين بالتسجيل في المدارس اللبنانية، لكن وفق آلية محددة بحيث يتم توزيعهم بين30 ألفاً في الفترة الصباحية، وبين 60 ألفاً ستُخصص لهم فترة مسائية، بدعم من الأمم المتحدة.

يُذكر أن تعداد السوريين اللاجئين في لبنان تجاوز مليون ونصف المليون نسمة حسب مسؤولين لبنانيين.

ترك تعليق

التعليق