سوري من كل 5 ترك البلاد

منظمة «كير» العالمية: لم يصلنا سوى 27 % من حجم حاجات اللاجئين السوريين

دعت منظمة «كير» العالمية أن يكون تسجيل اللاجئ السوري رقم ثلاثة ملايين بمثابة نداء تنبيه للمجتمع الدولي، في ظل تراجع حجم المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين الذين تزداد لديهم حدة الفقر واليأس مع مرور الأيام على معاناتهم دون وجود حل لقضيتهم التي باتت تتراجع لدى الاهتمام العالمي.

وقال مدير منظمة «كير» الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توماس رينولدزان في بيان أمس «هذا الرقم المذهل أضخم بكثير من حجم التمويل المتوفر حاليا ومستويات الدعم الحالية، وفي كل يوم يمر دون المزيد من التمويل تزداد حدة الفقر واليأس لدى اللاجئين».

ويقدر عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حاليا في دول الجوار السوري وهي الأردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر نحو 2.997 مليون لاجئ وأن الرقم 3 ملايين قد يصل خلال أيام.

وأضاف أن المناشدة التي وجهتها الأمم المتحدة تطالب فيها بمبلغ 4.2 مليار دولار أميركي لتغطية احتياجات اللاجئين لم يتم تمويلها بأكثر من 27 في المائة، والتي تساوي 1.134 مليار دولار.

ويقدر مشروع تحليل احتياجات سوريا (سناب) بأن العدد الحقيقي للاجئين السوريين في المنطقة قد وصل تقريبا إلى أربعة ملايين، وبناء عليه فإن سوريا من كل خمسة قد ترك سوريا.

وقال رينولدز: «الكثير من السوريين الذين تعمل معهم منظمة (كير) هم غير مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لأنهم يخشون من أن تنتهي أسماؤهم ضمن لائحة قد تسبب لهم عقبات عند عودتهم إلى سوريا، وهناك من لا يقدرون على تحمل مصاريف المواصلات إلى مكاتب التسجيل».

وحسب سجلات المفوضية حاليا فإن لبنان، البلد الصغير ذا الأربعة ملايين ونصف المليون مواطن، يستضيف ما يزيد على مليون و100 ألف لاجئ سوري، وهو أكبر تعداد لاجئين سوريين في العالم، ويستضيف الأردن أكثر من 600 ألف، وتركيا أكثر من 800 ألف، والعراق أكثر من 200 ألف، ومصر أكثر من 130 ألف لاجئ سوري وجميعهم مسجلون لدى المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة، ويتوقع أن تزداد الأرقام بشكل مأساوي طالما استمر الصراع خلف الحدود، إضافة لنشوب الأزمة الحالية في العراق والمسببة لنزوح مئات الآلاف جراء الصراع الدائر واحتمال أن تزيد من الضغط الناجم عن الأزمة السورية الإقليمية.

وأوضح رينولدز أن «خلف هذا الرقم المذهل هناك أشخاص لا تزال هذه الحرب بالنسبة لهم معاناة صعبة يوميا من أجل البقاء؛ وهناك عائلات تقيم في بيوت غير مكتملة البناء أو مواقع بناء أو في خيام، لا يملكون المال لشراء الطعام أو الدواء ولا يستطيعون تغطية تكاليف دراسة أبنائهم، فمعظم اللاجئين فروا وليس بحوزتهم سوى الملابس التي كانوا يرتدونها لحظة اضطرارهم لترك بلدهم وحياتهم التي كانوا يعيشونها، فخسروا بيوتهم وأعمالهم وأفرادا من عائلاتهم، والآن بعد شهور، وأحيانا سنوات، من كونهم لاجئين فهم لا يملكون أي مدخرات».

وأشار رينولدز إلى أنه يجب عدم تجاهل العبء الذي تتحمله المجتمعات المضيفة؛ حيث إن «التدفق الضخم من اللاجئين ترك آثارا بالغة على مصادر الدخل وحجم الإنفاق لكل من اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم؛ فالمدارس الآن مكتظة والمدارس ممتلئة باللاجئين الجرحى، إضافة إلى أن مصادر الماء وفرص العمل والمساكن ازدادت شحا بالنسبة للجميع»، وأكد رينولدز أن «الطاقة الاستيعابية للمصادر حاليا هي أكثر من منهكة ولا تستطيع دولة واحدة مجابهة أي شيء وحدها، ومع وصول اللاجئين إلى رقم ثلاثة ملايين فإننا جميعا نطالب الجهات المانحة بدعم المنظمات كمنظمة (كير) والحكومات الأردنية واللبنانية والتركية والتي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين». وتقوم منظمة «كير» بدعم اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر من خلال توفير مساعدات نقدية طارئة ودعم نفسي واجتماعي وتعزيز لمصادر المياه وأنظمة الصرف الصحي، وذلك للمساهمة في تحسين معيشة كل من اللاجئين السوريين والعائلات المضيفة.

يشار إلى أن منظمة «كير» هي منظمة إنسانية تأسست عام 1945 تقوم بمحاربة الفقر عالميا وتقديم مساعدات إنقاذية في حالات الطوارئ.

وتقوم منظمة «كير» بالتركيز على العمل مع النساء والفتيات الفقيرات لأنهن - في حال توفر المصادر المناسبة لهن - يمتلكن المقدرة على المساعدة بانتشال عائلات ومجتمعات بأكملها من الفقر. وتعمل منظمة «كير» في الأردن منذ عام 1948، ولدى منظمة «كير» في الأردن خبرة متواصلة في العمل مع اللاجئين؛ وذلك بتقديمها التدريبات والفرص المختلفة لكسب المعيشة، والمبالغ النقدية في حالات الطوارئ، ونشر المعلومات، والدعم النفسي والاجتماعي للاجئين العراقيين منذ عام 2003.

وساهمت خدمات برنامج الطوارئ في منظمة «كير» بتقديم الدعم للمتأثرين جراء الأزمة السورية سواء من لاجئين سوريين أم من مجتمعات مضيفة في الأردن ولبنان وسوريا حتى الآن في إنقاذ ما يزيد على 290 ألف شخص.

وتقوم منظمة «كير» في الأردن بتقديم مساعدات نقدية طارئة للاجئين حتى يتمكنوا من تغطية مصاريفهم الأساسية؛ بما فيها الإيجارات والعلاج والطعام، وتساعد منظمة «كير» بتقديم معلومات مهمة عن كيفية وصول اللاجئين لدعم صحي وقانوني واجتماعي أكبر، إضافة لتقديمها دعما نفسيا واجتماعيا للنساء والرجال والأطفال. وفي لبنان، تقوم منظمة «كير» بإصلاح البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وبتقديم جلسات التثقيف الصحي وبالعمل مع البلديات لتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء، ويشكل اللاجئون السوريون جزءا لا يتجزأ من استجابة منظمة «كير» للأزمة السورية؛ فهم يساعدون بجانب المتطوعين الأردنيين واللبنانيين بتنظيم وإعداد طرود الإغاثة لتوزيعها.

وقد ساعدت منظمة «كير» العائلات في الأردن ولبنان خلال فصل الشتاء للاستعداد للشتاء البارد والتأقلم معه؛ وذلك عن طريق توزيع المبالغ النقدية والمدافئ وقسائم المحروقات والبطانيات والحصر. أما في مصر فقد بدأت منظمة «كير» بالعمل على رفع مستوى الوعي بين اللاجئين فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي وأشكال أخرى من العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، وذلك لحمايتهم من أي شكل من أشكال الإساءة.

ترك تعليق

التعليق