هدوء نسبي في عرسال.. والمنظمات الإغاثية السورية تستعد للدخول إلى المخيم

سيطر الجيش اللبناني على منطقة عرسال بشكلٍ شبه كامل، إلا أن المنظمات الإغاثية إلى الآن لم تستطع الدخول إلى هناك، باستثناء الصليب الأحمر الذي دخل قبل أربعة أيامٍ فقط.

نصف المخيمات السورية في عرسال احترقت نتيجة القصف، ومن أصل 123700 نازح سوري خرج ما يزيد عن عشرة آلاف شخص، وأيضاً سكان عرسال من اللبنانيين خرج منهم نازحاً نفس العدد تقريباً، إلا أن الناس اليوم بدأت بالرجوع إلى المخيم مع وعودٍ من البلدية والأهالي المتعاطفين مع السوريين بترميم مخيماتهم.

عرسال تضم عشرين مخيماً، كل واحد منها فيه 200 خيمة تقريباً، لكن مخيمات رأس السرج ووادي الحصن وميخم اليباردة ومخيم أهل فليطة ومخيم أبناء الشهداء ومخيم البلدية، لم تعد صالحة للحياة بسبب الأضرار التي لحقت بها كما يشير الناشط كفاح سلام والعامل مع واحدة من منظمات الإغاثة السورية الناشطة في لبنان.

ويضيف أنهم إلى الآن لم يستطيعوا زيارة عرسال بعد ما حدث رغم أن الأوضاع اليوم باتت هادئة إلى حدٍ ما، لكن ما زالت بعض التوترات الأمنية قائمة، نتيجة المسح الأمني الذي يقوم به الجيش اللبناني والأمن العام.

ويؤكد سلام أن عدد اللبنانيين الجرحى وصل إلى 60 شخصا، بينما قتل 16 شخصا، إلا أن أعداد السوريين إلى الآن لا يوجد إحصاء دقيق، فهناك رقم يتحدث عن أن أكثر من 24 شخصا قتلوا خلال المعارك، بينما جرح أكثر من 100 شخص.

وعمليات مداواة وإسعاف الجرحى كانت تتم في المشافي الميدانية أما اليوم فقد تم نقل المصابين من المدنيين إلى المشافي اللبنانية.

لكن ورغم ذلك ما زالت الأوضاع الخدمية والإنسانية سيئة، فمخيمات عرسال أصلاً تعاني من شحٍ في الخدمات والمساعدات، وزادت الاشتباكات سوء الأوضاع، والأسوأ أن المنظمات السورية التي أبدت استعدادها للدخول ومباشرة العمل في عرسال إلى الآن لم تستطع القيام بذلك، وكل الاعتماد على الصليب الأحمر، الذي دخل بعد خمسة أيام من المعارك.

الخارجون من عرسال لم يتوجهوا جميعهم إلى سوريا، فهواجسهم أكبر من عودتهم إلى هناك، حيث فضلوا البقاء في العراء ريثما يعرفون إلى أين سيتجهون، وأعداد كبيرة انتقلت إلى المخيمات الأخرى كما يشير ناشطون.

أما حول من دخلوا إلى سوريا يشير سلام إلى أنهم حتى الآن لم يستطيعوا التواصل مع أحد من الداخلين إلى هناك، لكن أحد الناشطين في مدينة قدسيا أكد دخول عدد كبير من النازحين.

ورغم الهدوء النسبي الذي عاد إلى عرسال، لكن مازال قلق المدنيين مستمرا حيث ما زال هناك خشية من عودة الاشتباكات، وعدم تحييد المدنيين الهاربين أصلاً من الموت في سوريا.

ترك تعليق

التعليق