الجيش اللبناني يمنع اللاجئين السوريين في عرسال من النزوح رغم القصف

قالت وكالة "مسار برس" إنّ المعارك تواصلت يوم أمس لليوم الثاني على التوالي في بلدة عرسال اللبنانية الملاصقة للحدود السورية بين تنظيم الدولة "داعش" والثوار من جهة وقوات الجيش اللبناني مدعومة بمليشيا "حزب الله" من جهة أخرى، وسط حركة نزوح من قبل اللاجئين السورية إلى خارج البلدة التي لجؤوا إليها هرباً من الحرب الدائرة في سوريا.

في الأثناء، سيطر الثوار أمس الأحد على حاجزين في البلدة بعد اشتباكات مع الجيش اللبناني، تزامن ذلك مع قصف تعرّض له اللاجئون السوريون منذ أمس سقط على إثره 25 شهيداً بينهم أطفال، إضافة إلى 150 جريحا.

وأفاد مراسل "مسار برس" بأنّ المشافي في البلدة تعاني من نقص حاد في الأدوية جرّاء سقوط عشرات الجرحى نتيجة القصف الشديد الذي تشنه مليشيا "حزب الله" والجيش اللبناني على المنطقة.

يشار إلى أنّ المعارك في عرسال اندلعت بين الطرفين بعد قيام الجيش اللبناني أمس السبت باعتقال علي جمعة أحد القادة في تنظيم الدولة.

وفي نفس السياق ذكر موقع "أخبار الآن" بأن مقاتلي تنظيم الدولة "داعش" فرضوا على سكان عرسال من سوريين ولبنانيين حالة أشبه بمنع التجول، وحين اعترض سكان البلدة، تم إطلاق النار عليهم، ما تسبب بمقتل مواطنين لبنانيين، في حين التزم السوريون في المخيمات والمنازل.

وأضاف الموقع بأنه بعد دخول التنظيم بحوالي الساعتين تقريباً بدأ القصف على عرسال عبر راجمات الصورايخ والمدفعية، لإجبار عناصر التنظيم على التراجع وعدم التقدم، إلا أن القصف طال مخيمات اللاجئين المنتشرة بكثرة بأرجاء البلدة.. ومما زاد من حدة القصف، قيام عناصر داعش بضرب قذائف هاون واستهداف مراكز للجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة، ومن مناطق قريبة للمخيمات، ما أدى للرد عليهم من قبل القوات اللبنانية، وإصابة المخيمات بقذائف مدفعية لبنانية ردت على مصار إطلاق النار.

أغلب المخيمات تعرضت للاحتراق وهرب اللاجئون إلى الجوامع أو المنازل التي يمكن الاحتماء فيها داخل البلدة، ومن لم يتوفر له مكان آمن، توجه إلى الطرقات أو الساحات.

وحسب موقع "أخبار الآن" فإن اللبنانيين من أهالي بلدة عرسال يريدون سيطرة الجيش اللبناني على البلدة، لكنهم في المقابل يتخوفون من دخول عناصر من حزب الله الى البلدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ردات فعل طائفية، يشاركهم في تلك المخاوف السوريين المتواجدين في عرسال، والذين أكد أغلبهم أنهم مع خروج داعش من البلدة فوراً، ومع دخول الجيش اللبناني، لكنهم يتخوفون من دخول حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني، مما قد يؤدي صدام مباشر لا بد منه.

نقطة الخلاف بين عناصر التنظيم والجيش اللبناني هي إطلاق سراح "أبو أحمد جمعة" أحد القادة الميدانيين، إلا أن مفاوضات بهذا الخصوص فشلت بين التنظيم وأطراف من الجيش اللبناني، فأخذ الحل العسكري مساره، مع إغلاق أي حل سلمي في المرحلة الحالية، وقد صرح بعض عناصر التنظيم في عرسال، أنهم سيقاتلون حتى آخر عنصر منهم، الأمر الذي يضع جميع المدنيين من سوريين ولبنانيين تحت خط النار دون وجود أي منفذ لهم.

وفي السياق نفسه أيضاً ذكرت قناة LBCI اللبنانية أن بلدة عرسال تشهد حركة نزوح كبيرة لأهاليها، وذكرت القناة أن الجيش اللبناني يمنع اللاجئين السوريين البالغ عددهم 120 ألف نسمة من مغادرة البلدة.

وكانت المعارك قد هدأت قليلاً في أعقاب جهود لتسوية الوضع وإنهاء الاقتتال، إلا أن الاشتباكات ما لبثت أن عادت واشتدت وتيرتها بعد انتهاء الهدنة في التاسعة من صباح اليوم بتوقيت بيروت، حسب موقع "أورينت نت".

وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن هناك منعاً تاماً لأي لاجئ سوري بمغادرة البلدة، وشدد المجلس على ضرورة تحرك الجميع لإنقاذ اللاجئين السوريين الذين تعرض العديد من مخيماتهم للحرق نتيجة القصف.

ترك تعليق

التعليق