سوريون بتركيا يرسمون لنسيان آلام الأحداث في بلدهم

يحاول سوريون لجؤوا إلى تركيا -هرباً من الأحداث الدائرة في بلادهم- نسيان آلام الحرب، من خلال رسم لوحات في المخيمات التي يقطنونها.

ويعمل بعض اللاجئين السوريين في المخيمات -الذين أجُبروا على ترك بلادهم جراء الأحداث المتواصلة منذ قرابة 4 سنوات- على محاولة التغلب على الأيام الصعبة التي مروا بها؛ ونسيان مآسيهم؛ عن طريق رسومات يخطّونها بالإمكانات المتوفرة لديهم في المخيمات.

وأوضح "خلوف حسني" - الذي يقطن في مخيم بقضاء "أقجا قلعة" جنوب تركيا - لمراسل الأناضول أنه عمل لسنوات طويلة في مهنة الرسم بمدينة "دير الزور" في سوريا، مبيناً أنه اضطر إلى مغادرة بلده بسبب الأحداث التي شهدتها.

وذكر حسني أنه يقطن برفقة أسرته في المخيم ، وأنه قام بعمل عدة رسومات، منوها بأن الجميع في تركيا عاملوهم بشكل جيد، ومضيفاً " إن حالة الحرب أمرٌ سيء، وندعو الله أن لا يبتلي أحداً بها، وإن كان ولا بد فندعو أن يكون لهم دولة جارة كتركيا ".

وتابع حسني :" أحاول أن أقوم بعملي على أكمل وجه لكي لا تذهب الثقة التي أعطوني إياها سداً، كما أرسم للتخفيف ولو قليلاً من المشاكل التي شهدتها ".

بدورها أعربت مدرسة اللغة العربية "فاطمة حامد" - التي لجأت قبل نحو 7 أشهر إلى "أقجا قلعة" مع عائلتها ،عقب تهدم منزلها في العاصمة دمشق - عن حزنها الشديد خلال مغادرتها لسوريا، مشيرة إلى أنها تشعر بالسعادة حالياً في ظل حسن الضيافة الذي أظهرته تركيا لهم.

ولفتت فاطمة أنها تقوم بإعطاء دروس اللغة العربية للطلاب السوريين في المدرسة المنشأة بالمخيم، مشيرةً إلى أنها تعلمت الرسم؛ من خلال ذهابها إلى إحدى الورش في أوقات الفراغ، ومضيفة: " إن اضطرار الناس على مغادرة وطنهم أمر محزن جداً، لكننا لم نعد نقدر على البقاء هناك، لأنه لم يعد هناك أمان لا على أرواحنا وعلى على شرفنا، والحمد لله أننا رأينا اهتماماً هنا أكثر مما كنا نتوقع، وتعلمت في أوقات فراغي الرسم، وحتى الآن رسمت 60 لوحة أغلبها يشرح الفظائع التي تشهدها سوريا ".

من جانبه، أوضح الرسام "فواز بدران" الذي يقطن في أحد منازل ولاية "شانلي أورفا" جنوب شرقي تركيا- قادماً من مدينة "الحسكة" شمال شرقي سوريا برفقة زوجته و5 أبناء - أنه يؤمن قوت يوم أسرته من خلال مهنة الرسم التي يقوم بها في أورفا.

ترك تعليق

التعليق