السوريون في مصر يضفون نكهة دمشقية على رمضان "المحروسة"

عادات وطقوس متوارثة تجعل لرمضان مذاقا خاصا في سوريا، تبدأ بالتزاور والتواصل للتهنئة بقدوم الشهر الكريم فور استطلاع هلاله، وتنتهي بالطقوس والاستعدادات المميزة لاستقبال عيد الفطر المبارك، في أجواء تمتزج بروح التراث القديم لبلد تعد عاصمتها أقدم مدينة في العالم، وهي الطقوس والأجواء التي حرمتها سوريا بسبب الأزمة المتصاعدة على أرضها، والممتدة منذ أربعة سنوات، وأجبرت الكثير من أبنائها على التفرق في الأرض، مصطحبين معهم عاداتهم وطقوسهم التي تنشر بعض من روح رمضان الدمشقي أينما حلوا، خاصة في ظل التشابه الكبير في أسلوب الحياة بينهم وبين أهل البلد التي انتقلوا إليها، مثلما يحدث في مصر، حيث أكسبوا مذاق رمضان المميز في مصر لمسة شامية واضحة.

فعلى الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الياميش وقمر الدين السوري، بسبب الأحداث المشتعلة في مختلف أنحائها، إلا أن وجود عدد كبير من السوريين في مصر لم يحرم أهالى المحروسة الطعم المحبب والجودة العالية التى يشتهر بها قمر الدين السوري، حيث أقاموا عددا من المصانع التي تنتج قمر الدين، وهو ما من شأنه أن يوازن الأسعار إلى حد كبير.

ومن قمر الدين والياميش، تمتد البصمة السورية إلى المطاعم التى انتشرت بشكل كبير في مصر خاصة في منطقة السادس من أكتوبر، التي تعد واحدة من أكثر مشاريع السوريين فى مصر انتشارا، والتي فرضت للمطبخ الشامي تواجدا كبيرا في مصر خاصة مع حب المصريين لأكلاته الشهية.

ومع اقتراب شهر رمضان تبارت المطاعم السورية داخل مصر في إعلان عروض توفير مختلفة، لتوفير وجبتي الإفطار والسحور بأسعار جيدة ومناسبة للكثيرين، لتمنح مائدة رمضان نكهة مميزة بأصناف جديدة وأشكال جذابة ومذاق لا يختلف عليه اثنان.

يأتي هذا فضلاً عن المشروعات المنتشرة على صفحات "فيس بوك"، والتي تقدم وجبات سورية مطهية في المنزل، يتم توصيلها إلى ربات البيوت في منازلهن، ليوفروا عليها عناء الطبخ ويمنحونها فرصة جيدة لإبهار ضيوفها كذلك، بأكلات من المطبخ الشامي العريق، من المحاشي واليبرق وفتة الحمص، إلى المشويات السورية والمناقيش، والكباب الحلبي، والكبة وصولاً إلى الأكلات البحرية المميزة، وحتى الأكلات التقليدية التي يميزها السوريون بتوابل ونكهة خاصة بهم.

ولا يمكن أن ننسى الحلويات السورية الشهيرة "هريسة بالفستق الحلبي، وبقلاوة بالفستق الحلبي، وأصابع القشطة المورقة والمقلية، فضلاً عن الغريبة الشهية"، وغيرها من الحلويات التي يعتبر رمضان موسمها الأكثر ازدهارا، حيث يقول الشيف أحمد أبو عمر السوري، "بدأنا من العام الماضي، ونجح مشروعنا لبيع الأكل السوري، وخاصة الحلويات حتى أننا فتحنا بيوت العديد من الأسر السورية من خلال مشروع "لسنا لاجئات ولكن منتجات".

وبدت اللمسة السورية واضحة بقوة على الدراما المصرية لهذا الموسم، بعد غياب نظيرتها السورية تقريبا عن الصراع الرمضاني، بسبب الأحداث الملتهبة في البلاد، مما جعل أبرز نجوم سوريا يحطون رحالهم في الدراما المصرية لتكسب الأخيرة إضافة كبيرة ميزت أعمالها، وأضافت إلى متابعيها جمهورا جديدا من محبي هؤلاء النجوم بشكل خاص.

وعلى الرغم من اشتراك الكثير من النجوم السوريين في الدراما المصرية في وقتٍ سابق، إلا أن الحدث الأبرز هذا العام هو أن غالبيتهم شغلوا أدوارا رئيسية وكبيرة، فرأينا الفنان "جمال سليمان" يجسد شخصية الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" فى مسلسل "صديق العمر"، فيما جسد الفنان قصى خولي، شخصية الخديوى إسماعيل في مسلسل "سرايا عابدين"، في حين شغل الفنان "تيم حسن" بطولة مسلسل "الوسواس"، إضافة إلى مشاركة الفنان باسل خياط فى "السيدة الأولى" ودور "باسم ياخور" المهم في مسلسل "المرافعة"، هذا فضلاً عن مشاركة النجمات السوريات أيضا في الدراما المصرية، مثل "كندة علوش" في "دلع البنات"، و"صفاء سلطان" في "أمراض نسا".

وبعيدا عن الفن والأكلات والحلويات السورية، تمتد البصمة السورية على رمضان إلى الملابس النسائية خاصة العباءات السورية، التى تتميز بذوقٍ راقٍ وروح شرقية جذابة، وتطريزات فاخرة إضافة إلى خاماتها ذات الجودة العالية، و"شغلها النظيف" حسب تعبير "أبو ثائر" بائع العباءات السورية في مصر، الذي يضيف "بيع العباءات السورية في مصر ليس مستحدثًا، بل تنتشر في مصر من زمن، تقريبا 20 عاما، حيث تشتريها الفتيات للصباحية وليلة الحنة والتنجيد، وأنا شخصيًا أعمل في مصر من 10 سنوات".

ويضيف "بعض الموديلات يتم صنعها في ورشنا بسوريا، والأخرى في ورشنا بالقاهرة، حسب توافر الإكسسوار والخامات"، ولارتباط العباءات بالعروس فإن سوقها يزدهر بشكل واضح في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان حسبما يؤكد "أبو ثائر".

ترك تعليق

التعليق