مسؤول أممي: اللاجئون السوريون والتوتر الطائفي يهددان لبنان

قال أكبر مسؤول بالأمم المتحدة في لبنان يوم الاثنين إن لبنان يواجه خطر التفتت كدولة ألقي على عاتقها عبء 1.1 مليون لاجئ سوري وإن على المانحين الأجانب الوفاء بتعهداتهم لمساعدتها على اجتياز الأزمة.

وقال روس ماونتن منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية إن الزعماء السياسيين والدينيين في لبنان من السنة ومن الشيعة غطوا حتى الآن على التوترات المتنامية لكن الدول المانحة لم تف بالتعهدات بتقديم الإغاثة.

وقال ماونتن "لم يعد الأمر مجرد مسألة طوارئ إنسانية.. بل كما وصفه الرئيس السابق (ميشال سليمان) بأزمة تتعلق بوجود لبنان.. تتعلق بأمن البلاد واستقرار البلاد وأعتقد أن ما يحدث في لبنان سيؤثر على المنطقة."

وقال ماونتن إن هناك ما يربو على 1.12 مليون لاجئ سوري مسجلين في لبنان أي ما يعادل ربع سكانه مما أدى إلى تفاقم النقص الحاد في المياه. ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين إلى 1.5 مليون بحلول نهاية العام.

وقال ماونتن في مؤتمر صحفي في جنيف "نخشى أن يتصاعد (التوتر) بشكل اكبر وألا يؤدي إلى تفاعلات سورية-لبنانية فحسب، بل أن يثير للأسف شبح المشكلات بين اللبنانيين وبين طوائفه."

وتنعكس الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة في سوريا بشكل كبير في لبنان الذي عانى من حرب أهلية بين عامي 1975 و1990.

وأقرت السلطات اللبنانية بالأزمة وقال وزير الشؤون الاجتماعية الأسبوع الماضي إن الدولة تواجه انهيارا سياسيا واقتصاديا، حيث إن هناك مخاوف من أن يتجاوز عدد اللاجئين ثلث عدد سكان البلاد.

وقال إن الشرق الأوسط الذي يعاني من تداعيات أزمات في سوريا والعراق وغزة لا يتحمل سقوط لبنان في حرب أهلية أخرى.

وأضاف أن الجهات المانحة لم تقدم سوى 500 مليون دولار فيما يتعلق بمناشدة لتوفير 1.6 مليار دولار لبرامج الإغاثة في لبنان هذا العام.

وقال ماونتن إن العنصر المهم الآخر، هو ما إذا كانت حكومة بيروت بإمكانها الحافظ علىا لتوازن بين الخليط السياسي والطائفي في لبنان والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وأضاف أن تدخل حزب الله في سوريا "يثير جدلا كبيرا بكل وضوح على الصعيد الداخلي وهذا يمثل بعدا آخر لهشاشة الساحة السياسية".

وينتشر اللاجئون السوريون في 1700 منطقة فقيرة خاصة في محافظتي عكار والبقاع. وقال ماونتن إن وجودهم أدى إلى توتر العلاقات مع بعض اللبنانيين الذين فقدوا وظائفهم لصالح السوريين الذين على استعداد للحصول على مبالغ أقل.

وقال "التوتر الذي نشهده يزيد الاستياء بشأن الموقف والوظائف والحصول على الخدمات الأساسية والاستياء من ذلك."

وتابع "ترك الشبان الذين في سن العمل والدراسة لشأنهم مما يزيد من السخط ولا أعتقد أن هذا أمر جيد سواء للبنان أو المنطقة."

وتقول الأمم المتحدة إن لبنان يستضيف 38 في المئة من جميع اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط وهو أكثر مما تستقبله أي دولة أخرى. وأكثر من نصف السوريين في لبنان من الأطفال وغالبيتهم ليسوا في مدارس.

ترك تعليق

التعليق