منحة فرنسية لطلاب الثانوية العامة بمدارس الائتلاف السوري تثير غضب لاجئين

ثارت حالة من الغضب بين لاجئين سوريين جراء إعلان لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، التابعة لائتلاف المعارضة، عن منحة فرنسية للطلاب الأوائل في مرحلة الثانوية العامة بنظاميها الأدبي والعلمي من مراكز الاختبارات التابعة للائتلاف.

ورأى لاجئون سوريون أن هذا الإعلان يمنح تفضيلا لمن اجتاز اختبارات الثانوية العامة في تلك المراكز، معتبرين أن قصره على عدد محدود يمثل "ظلما كبيرا".

ويملك "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ثلاثة مراكز للاختبارات تجرى فيها الامتحانات الدراسية في دول جوار سوريا، وهي لبنان والأردن وتركيا، إضافة إلى 12 مركزا بالداخل السوري في المناطق التابعة للائتلاف، بحسب عبد السلام فريج، مدير المشروعات بالوزارة في تصريحات سابقة.

ووفقا للإعلان، الذي نشرته الوزارة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس، فإن المنحة الفرنسية سيستفيد منها الحاصلون على شهادة الثانوية العامة بنظاميها الأدبي والعلمي بعد اجتيازهم اختبارات لاختيار الأوائل بها.

ويستفيد من هذه المنحة 40 طالبا، وترفض السلطات الفرنسية زيادة العدد إلى 50، بحسب فريج.

ومستنكرا تساءل عمار السوادي، وهو سوري مقيم في ريف دمشق: "وماذا عن السوريين في البلدان الأخرى، كمصر مثلا، أليس من حقهم أن يستفيدوا من تلك الفرصة؟".

وعلق عبد الرحمن أبو جواد، وهو لاجئ مقيم في الأردن قائلا: "يعني أنتم تريدون سوريين على مقاسكم.. فقط الذين حصلوا على الثانوية العامة الخاصة بكم، ماذا لو كان السوري مقيما في أماكن لا يتوفر له فيها اجتياز امتحاناتكم" ؟ّ!.

وقال مدير المشروعات في وزارة التربية والتعليم بالحكومة الحكومة السورية المؤقتة، عبد السلام فريج، لوكالة الأناضول: "توقعنا الاعتراضات منذ تم الإعلان عن المنحة الفرنسية، سواء من الطلاب الذين حصلوا على الثانوية العامة من مدارسنا أو من غيرهم".

وتابع فريج: "من يعترض أقول له إن إمكانيات فرنسا هي استضافة الأوائل فقط، ولا يمكن أن ألزمها بأكثر من ذلك".

ومضى قائلا: "أما من يعترض من السوريين في الدول الأخرى، فهم يعلمون أنه لا توجد دول تعترف بالثانوية العامة التي نمنحها، وعندما توجد دولة لديها استعداد لاستضافة بعض طلابنا، فالأولوية لهم بحكم العقل والمنطق".

وقالت الأمم المتحدة، في بيان فبراير/ شباط الماضي، إن نحو 9.3 مليون سوري -نصف سكان سوريا تقريبا - يحتاجون المساعدة، فيما خرج نحو 2.4 مليون من هؤلاء من بلدهم جراء الحرب المستمرة منذ عام 2011.

ويقول نظام بشار الأسد في سوريا إنه يواجه مؤامرة إقليمية ودولية تستهدف إسقاطه باعتباره، وفقا لدمشق، يناهض إسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة، فيما تردد المعارضة أنها تسعى إلى إنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة نظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة.

وأودى الصراع المسلح بين قوات النظام والمعارضة بحياة أكثر من 160 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن.

ترك تعليق

التعليق