بإقرار الحلقي: حكومة الأسد تؤمن 7% فقط من حاجات السوريين المنكوبين

غالباً ما تكثر المفارقات حينما نقوم بالمقارنة بين الأرقام المعلنة من جانب حكومة الأسد، وتلك المُعلنة من جانب منظمات دولية متخصصة، فيما يتعلق بالبعد الإنساني للكارثة في سوريا.

ففي حين تحدثت الأمم المتحدة، منذ مطلع العام الجاري، عن أكثر من 9 مليون سوري بحاجة للمساعدة داخل البلاد، وأكثر من 3 ملايين لاجئ في الخارج، أكد رئيس وزراء النظام، وائل الحلقي، اليوم، أن تعداد المهجّرين والمنكوبين من السوريين داخل البلاد، يقدّر بحوالي 6 ملايين نسمة فقط.

لكن المفارقة الأكبر حينما نركز على قيمة المساعدات المالية والإغاثية التي يحتاجها المنكوبون السوريون في الداخل والخارج. ففي حين تحدثت الأمم المتحدة مطلع العام الجاري، عن حاجتها إلى أكثر من 6.5 مليار دولار لتغطية احتياجات السوريين الذين هم بحاجة للمساعدة، أكد الحلقي أن حكومته تقوم بتأمين "كل متطلبات العمل الإغاثي والحياة الكريمة للمهجرين، سواء كانوا في مراكز الإقامة المؤقتة التي بلغ عددها 976 أو في المناطق المضيفة من فعاليات اجتماعية..."، وذلك عبر إنفاق 100 مليار ليرة سورية، أي حوالي 600 مليون دولار فقط، على إغاثة المنكوبين من السوريين، مع الإقرار بأن حكومة الأسد تتحمل 70% فقط من التكلفة المالية لتلك "الإغاثة".

ما سبق يعني، بعد مقارنة الأرقام الأُممية، بـ "الأرقام الأسدية"، أن حكومة الأسد تؤمن 7% فقط من حاجات المنكوبين من السوريين.

وهكذا تواظب حكومة الأسد ومسؤوليها على سياسة الاغتراب عن الواقع، و"بيع" الكلام والشعارات الجوفاء، حتى لو كانت هذه الشعارات فاضحة وكاشفة، وتبين الدور الضخم لنظام الأسد في كارثة السوريين، والدور الضئيل له في إغاثتهم.

ترك تعليق

التعليق