سوريون في حي بالدار البيضاء يعيشون "المهانة" بلا أوراق قانونية أو إقامة

رصد تقرير نشره موقع مغربي أوضاع السوريين في حي يكتظ بالمهاجرين الأفارقة في مدينة الدار البيضاء المغربية.

حي "فرح السلام" الذي يظنه زائره للوهلة الأولى، أحد حواضر نيجريا أو الكاميرون، حسب موقع "شعببريس" المغربي، يضم في جنباته مئة عائلة سورية يُقدر تعداد أفرادها بأكثر من ألفٍ، من أطفال ونساء وشيوخ، يعتمد معظمهم على التسول في تأمين احتياجاتهم اليومية.

وحسب الموقع المغربي المذكور، فإن هؤلاء السوريين جاؤوا المغرب قادمين من الجزائر، بعد أن كانوا قد راهنوا على العيش في الأخيرة، لسهولة القدوم إليها، باعتبار أن الجزائر لا تفرض تأشيرة على السوريين. لكنهم لم يحظوا بالاستقبال المأمول، وتم دفعهم إلى التسلل للمغرب عبر الحدود المغلقة بين البلدين.

الموقع الإخباري المغربي المذكور الذي حمّل الجزائر مسؤولية خذلان تلك العائلات السورية، عبّر عن الموقف الرسمي لحكومة المغرب، والتي هي في حالة عداوة مع حكومة الجزائر، واتضح ذلك في الحديث عن الخذلان الذي لقيه السوريون في الجزائر، حكومةً وشعباً.

وحسب "شعببريس"، فإن السوريين المقيميين الآن في حي "فرح السلام" بالدار البيضاء المغربية، لا يأملون العودة إلى الجزائر. وكانت أعداد كبيرة منهم قد تجمعوا في خيام بضواحي مدينة وجدة المغربية، قبل أن يأتوا إلى الدار البيضاء، "عصب التنمية والاقتصاد في المغرب".

ويؤكد الموقع المغربي أن هذه المجموعة من السوريين تحاول تدبير معيشتها عبر التسول بأبواب المساجد والأسواق، "واستعطاف المواطنين المغاربة الذين أبدوا تعاطفاً كبيراً معهم وقدموا لهم المساعدات الممكنة حسب المستطاع. لكن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أصدرت بلاغاً عممته في وسائل الإعلام حول التشويش الذي يقوم به بعض هؤلاء اللاجئين. واعتقلت عدداً منهم، قبل أن تقرر نيابة المحكمة الزجرية في "عين السبع" ترحيل قرابة ثمانين منهم خارج الحدود".

وحسب المصدر، فإن "الإحصائيات غير الرسمية تقول إن عدد اللاجئين السوريين في حي "فرح السلام" يصل إلى أزيد من مائة عائلة، وإلى ما يقارب الألف سوري لاجئ بينهم أطفال ونساء وشيوخ. كلهم يأملون في تسوية أوضاعهم وتسليمهم أوراق إقامة بالمغرب وتمكينهم من العيش الكريم بواسطة حصولهم على عمل وإدماج أطفالهم في المدارس العمومية. أما العودة إلى بلاد الشام فأصبح لدى العديد منهم أمرا يحتاج إلى معجزة، " فالحرب في سوريا لن تضع أوزارها قريبا، والبلد صار خراباً في خراب والدولة انهارت"، كما ينقل الموقع المغربي عن لاجئ سوري كان يشتغل في دمشق صانع أسنان قبل أن يصل إلى الدار البيضاء و"يفقد أسنانه الأمامية في حياة جديدة عنوانها القهر والمتاهة التي لا مخرج منها"...

يُذكر أن اللاجئين السوريين شكلوا منذ أسابيع قليلة موضوعاً للجدل السياسي والدبلوماسي بين حكومتي المغرب والجزائر، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بترحيل السوريين إليه، جاعلين منهم وقوداً لعداوة سياسيةٍ مستحكمةٍ منذ عقود بين العاصمتين العربيتين، على خلفية الموقف من منطقة "الصحراء " جنوب المغرب. وكان ناشطون سوريون قد أكدوا أكثر من مرة أن معظم من يعمل بالتسول، على أنهم ضحايا للحرب في سوريا، هم من "النور" أو الغجر، الذين منحهم الأسد الجنسية السورية في بداية الثورة. وقد سبب هؤلاء الكثير من الإساءة لسمعة السوريين، وتقديمهم على أنهم "متسولين"، مما أثار حفيظة الكثير من المراقبين لمتابعة حقيقة انتماء هذه المجموعة.

وسبق أن نشرت "اقتصاد" تقريراً خاصاً بعنوان "إصلاحات بشار أفادت "غجر اللجوء" في الجزائر وأضرت بسمعة السوريين!"، يتناول دور "النوَر" في الإساءة لسمعة السوريين في عدد من الدول العربية، وهو ما يرجح أن يكون في المغرب أيضا، خاصة وأن أحد الأشخاص الذي وصفه تقرير الموقع المغربي بأنه "لاجئ" يعمل بصناعة الأسنان وهي مهنة حكر على الغجر الجوالين في سوريا.

مواد ذات صلة:

إصلاحات بشار أفادت "غجر اللجوء" في الجزائر وأضرت بسمعة السوريين !

ترك تعليق

التعليق