لاجئون سوريون في ماليزيا يدفعون ثمن الاستنفار الأمني الزائد

استنفر الأمن الماليزي، بعد اختفاء الطائرة الماليزية في المطارات وفي الشوارع وفي المطاعم بماليزيا. اللاجئون السوريون الذين كانوا يصلون أوروبا عبر مطارات ماليزيا، هم من يدفعون ثمن هذا الاستنفار الأمني.

قِبلة

عمر، شاب سوري من مدينة حمص، يقيم في كوالالمبور العاصمة الماليزية. يعتبر عمر ماليزيا قبلة له وللكثير من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. فماليزيا لا تحتاج تأشيرة مسبقة، إذ يحصل الزائر عليها بمجرد وصوله للمطار. مدة الفيزا 3 أشهر، وكل يوم يقضيه بعد هذه المدة، يتم اعتباره فيها مخالفاً للقانون، وعليه أن يدفع غرامة مالية.

يقول عمر: 'في العاصمة كوالالمبور هناك رجال أعمال سوريون، وطلاب جامعيون، وعمال يعيشون بطريقة غير شرعية، ويتناوبون العمل في ظروف صعبة، وتحت طائلة الاعتقال من قبل الأمن الماليزي. طرقت باب الأمم المتحدة لحظة وصولي، وهذا ما يقوم به أي سوري يصل البلاد، إلى أن يتم تسجيله في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. لكن المفوضية عاجزة عن الاهتمام بهؤلاء السوريين، لذلك يفكر الكثير منهم بسلوك طريق التهريب إلى أوروبا أو إلى استراليا، وهذا ما أفكر به في كل لحظة'.

جواز سفر

قدم رافي مع صديقه رأفت من مخيم اليرموك في سوريا إلى ماليزيا، عبر رحلة صعبة وقاسية. وعملا معاً في مطعم للوجبات الخفيفة. عمل الصديقان فترة طويلة حتى استطاعا شراء جواز سفر مزور، باسم رأفت. كلفهما الجواز 10 آلاف دولار وسافر به رأفت أولاً، على أمل أن يصل إلى ألمانيا، وبعد ذلك يرسل نقوداً لصديقه رافي في ماليزيا كي يجرب بدوره السفر إلى ألمانيا.

لكن العملية لم تتم كما خطط لها الصديقان، إذ اعتقل رأفت في مطار كوالالمبور، بعد أن تم التدقيق في جواز سفره وظهر أنه جواز مزور.

يقول رافي: 'آخر ما أعرفه عن حالة صديقي، أنه في السجن اليوم، وينتظر تقديمه إلى المحاكمة بتهمة التزوير'. يؤكد رافي أن رأفت يعرف المهرب الذي باعه الجواز، لكنه لا يستطيع أن يتحدث عنه. لأنه أملنا في الوصول إلى أوروبا. لكنه يستغرب كثيراً، كيف تم توقيف صديقه. لقد فعلها سوريون آخرون في فترة سابقة ونجحوا في ذلك. ويعتبر رافي أن اختفاء الطائرة الماليزية ساهم بتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات.

عمليات تهريب الشباب إلى أوروبا، يتم الاتفاق فيها بين الزبون والمهرب أو المزور، في أحد المطاعم العربية المنتشرة بكثرة في ضواحي كوالالمبور. حيث يقوم أحد الشباب بنشر الأخبار عن الأسعار والخدمات. يضيف رافي.

إلى سجن جديد

هرب الشاب محمد من حمص في فترة سابقة، ووصل إلى كوالالمبور. يقول صديقه رامز، الذي عمل معه في نفس المطعم: 'هرب محمد من الخدمة الإلزامية في سوريا، وفكر أنه إن بقي في سوريا فسيذهب إلى السجن حتماً بسبب هروبه من الخدمة، فهو لا يريد أن يكون مشاركاً فيما يحصل. لذلك وصل إلى ماليزيا. مضى على تواجده في ماليزيا أكثر من 5 أشهر، وهو يعتبر مقيما غير شرعي. لم تساعده الظروف ليصل إلى أوروبا، لذلك فكر أن يذهب إلى تركيا أو إلى لبنان من أجل المحاولة. ختم جواز سفره السوري، عبر مهرب عربي مقيم في ماليزيا، بدون أن تعلم السلطات بذلك، لأنها لو علمت أنه سيغادر لوضعت اسمه في قوائم خاصة تسمى بالقوائم السوداء من أجل منعه من دخول ماليزيا لمدة 5 سنوات. وهو في المطار تم إلقاء القبض عليه. وتم إرساله إلى السجن بتهمة التزوير'.

ترك تعليق

التعليق