نقابة أطباء الأردن تغلق العيادات الطبية للسوريين في إربد بالشمع الأحمر!

قامت نقابة الأطباء الأردنيين بإغلاق مجمع العيادات الطبية للسوريين في غرفة تجارة إربد بالشمع الأحمر بحجة عدم وجود ترخيص للأطباء السوريين بمزاولة عملهم وفق ما أفاد به ناشطون، علماً أن هذا المجمع هو واحد من أهم المراكز الطبية التي تقدم خدمتها العلاجية والصحية لنحو 300 مريض يومياً من اللاجئين السوريين المتواجدين في الأردن من أموال المتبرعين.

ويتوفر في المركز عيادات واختصاصات متعددة تشمل الأطفال والنسائية وطب الأسنان والداخلية والعينية والأذن والأنف والحنجرة والجراحة العظمية وتقدم العيادات خدمتها العلاجية والصحية إضافة إلى صرف الأدوية مجاناً لجميع السوريين الذين ليس لديهم مفوضية وغير المشمولين صحياً من قبل أي جهة، كما يشرف على هذه العيادات كادر سوري متخصص يضم عدداً من الأطباء والممرضين السوريين المتميزين، وتعاني العيادات من عدة صعوبات ومعوقات أهمها قلة الدعم المالي ونقص الأدوية في الصيدلية التابعة لها، ويأتي إجراء إغلاقها ضمن توجه الأردن لمنع السوريين والوافدين عموماً من مزاولة أي عمل في الأردن حتى لو كان ضمن المهن الإنسانية.

الدكتور غ .ج الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أكد لـ"اقتصاد" أن نقابة الأطباء الأردنية وراء إغلاق العيادات بحجة أن الأطباء السوريين لا يحق لهم العمل، وتذرعوا بهذا السبب لإيقاف عمل العيادات.

وأضاف: لم نستطع الرد على هذا الأمر لأن السوريين بما فيهم الأطباء فعلا ممنوعون من ممارسة عملهم أيا كان حسب قوانين العمل الأردنية، وهناك سبب آخر تذرعوا به وهو أن غرفة التجارة في إربد لم تقم بترخيص هذه العيادات.

ونتساءل هنا بما أن العيادات تعمل منذ سنوات، فلماذا تم إغلاقها الآن، ويضيف الدكتور غ . ج: هم باعتقادهم أن العيادات لو أغلقت فسيزداد عمل أطبائهم، علماً أن اللاجئ الذي يعاني أوضاعاً اقتصادية سيئة ليس لديه الإمكانية المادية للذهاب إلى طبيب أو مشفى خاص لأن أجرة المعاينة والعلاج فوق طاقته وطاقة الأردنيين أيضاً.

ويردف الدكتور غ .ج: من المعروف أن عمل العيادات إنساني بحت وغير مأجور وكان يجب معاملته بروح القانون وليس بصرامته، علماً أن الأطباء السوريين كلهم ذوو كفاءة وشهادات، وقمنا بتقديمها لأصحاب القرار قبل البدء بالعمل من أجل أن لا يكون هناك دخلاء يشوهون عملنا، ولكن عندما يُقال لنا إن القانون ينص على ضرورة أن يكون هناك تصريح عمل فهذه الإجابة مفحمة لا نملك حيالها شيئا، علماً أن إدارة غرفة تجارة إربد تعاونت معنا وكانت في منتهى الإنسانية خلال السنوات الماضية وقد مضى أربع سنوات لم ندفع فيها الآجار، ومع ذلك لم يطلبوا منا اخلاء المأجور، ونقابة الأطباء يطالبون غرفة التجارة بالترخيص علماً أنها قدمت وثائق وأوراق الترخيص بانتظار الموافقة ولكنهم استعجلوا الإغلاق.

وحول آلية عمل العيادات وكوادرها الطبية يقول الدكتور غ . ج: تستقبل عياداتنا في اليوم الواحد من 300 –400 مريض على الأقل وكل الأطباء لدينا اختصاصيون ليس بينهم طبيب عام، وكانت العيادات تقدم للاجئين السوريين خدمات ممتازة، فعيادة الأسنان مثلاً هي الوحيدة المجانية في إربد رغم تكاليف علاج الأسنان العالية كما هو معروف، ولدينا طبيب أطفال وطبيب للأمراض الداخلية والقلبية والعظمية والأسنان وجراحة فكين وجراحة عامة وجراحة عظام وأخصائي نسائية وطبيب عيون وأذنية، فالعيادات تغطي كل الاختصاصات ولدينا حملات أطباء بلا حدود لعلاج مرضى الضغط والسكر والربو علماً أن جميع خدمات العيادة للاجئين السوريين من معاينه وكشف وعلاج ودواء مجانية. 

ورأى الناشط "أبو الفوز الجوابرة" أن إغلاق العيادات في غرفة تجارة إربد جاء بسبب وشايات من بعض الأطباء المغرضين -بحسب طبيب موجود فيها- فبعض الأطباء لا يروق لهم عمل هذه العيادات وربما يريدون افتتاح مراكز أو عيادات أخرى للاستفادة المادية منها، وخصوصاً أن مثل هذه المراكز تتلقى أموال تبرعات من داخل الأردن وخارجه، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق هذه العيادات التي كانت تجربة مميزة تخدم شريحة واسعة من اللاجئين السوريين.



ترك تعليق

التعليق