الراعي يقترح إقامة مخيمات للاجئين السوريين داخل سوريا

اقترح بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان يوم الأربعاء إيواء اللاجئين السوريين في مخيمات داخل سوريا مما يعكس إحباطاً متزايداً بين اللبنانيين من العبء الذي تعاني منه بلادهم بسبب الصراع في سوريا.

وسجلت الأمم المتحدة مليون لاجئ في لبنان منذ بدء الصراع قبل ثلاثة أعوام وهي أعلى نسبة للاجئين في العالم. ويعيش هؤلاء اللاجئون في منازل ومجتمعات محلية وليس في مخيمات للاجئين.

وقال الكردينال بشارة الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق في مؤتمر صحفي في جنيف إن وجود أعداد كبيرة من السوريين يمثل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً كبيراً على لبنان.

واقترح إقامة بعض المخيمات للاجئين السوريين في مناطق سورية يسود فيها الأمن. وقال إن مساحة سوريا تزيد 20 مرة عن مساحة لبنان.

ومضى يقول إن هناك الكثير من المساحات الخالية في أراض آمنة أو على الأقل لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية في منطقة عازلة بين حدود لبنان وسوريا.

وأوضح أن اللبنانيين رحبوا بالسوريين لكنهم يدفعون الآن ثمن ذلك.

وأشار إلى أن الاستعانة بالسوريين في سوق العمل يؤدي إلى الاستغناء عن العمالة اللبنانية واصفاً ذلك بأنه أمر غير معقول.

ولم يكشف الراعي أي تفاصيل بخصوص اقتراح إقامة مخيمات في سوريا أو الأماكن التي يمكن أن تقام عليها هذه المخيمات.

وفر كثير من اللاجئين السوريين إلى لبنان بعد استيلاء القوات السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني على أراض من مقاتلي المعارضة قرب الحدود مما يجعل مجازفتهم بالعودة إلى تلك المناطق أمراً بعيد الاحتمال.

وفي حين تزايدت أعداد اللاجئين ليس في لبنان فحسب بل أيضاً في الأردن والعراق وتركيا لتصل في مجملها إلى 2.65 مليون شخص فإن هناك أعداداً أكبر من النازحين داخل سوريا.

وتقول تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد النازحين داخل سوريا 6.5 مليون شخص وإن الكثير منهم شرد أكثر من مرة بعد امتداد القتال إلى مناطق كان يفترض أنها بمثابة ملاذ آمن.

ورحل مئات الآلاف غيرهم عن سوريا لكنهم لم يطلبوا أي مساعدات دولية. وطلب كثير من السوريين اللجوء في دول غنية خاصة السويد وألمانيا لكن نسبة من حصلوا على اللجوء أو أعيد توطينهم لأسباب إنسانية ضئيلة للغاية مقارنة بالعدد الاجمالي.

وبدأت الأمم المتحدة خفض الحصص الغذائية للاجئين السوريين بسبب افتقارها للأموال الكافية لتوفير الطعام للمحتاجين رغم إطلاق مناشدة إنسانية كبيرة ونداءات لإنهاء العنف.

ترك تعليق

التعليق