"زعتري" الجزائر مخيم "لاند كوم": اللاجئون السوريون يسكنون مكبا للنفايات !

بالقرب من منطقة سيدي فرج، شرق العاصمة الجزائرية، التي يتغنى بها الجزائريون كمكان اصطياف واستجمام لإطلالتها على البحر ومناخها العليل يقع مخيم "لاند كوم"، لكنه بالنسبة للاجئين السوريين، كان المكان الأكثر بؤساً بعدما خُصص ليكون مخيما لهم كالمنفى ينسجم مع "قتامة" واقعهم وبؤس حالهم في بلاد اللجوء، فلم يأخذوا من "سيدي فرج" إلا الأتربة والغبار وانعدام النظافة وانتشار القاذورات، ما تسبب بإصابة الكثير من أطفال المخيم بمرض اليرقان الذي ينتج عادة عن سوء التغذية وتلوث المياه والحرارة المرتفعة. 

فهد الحموي لاجىء سوري فرّ من جحيم الحرب في دمشق -منطقة الزاهرة الجديدة إلى بلد المليون شهيد، ولكن سوء حظه دفعه للسكن في "زعتري الجزائر" لشهور عدة روى لـ "اقتصاد" الظروف الصعبة وغير الإنسانية التي يعانيها اللاجئون السوريون في المخيم قائلاً:

كان مخيم اللاجئين السوريين "لاند كوم" تجمعاً لعمال النظافة، وهو عبارة عن غابة قريبة من البحر فيها أشجار عالية معمرة وهشة كثيراً، تتساقط فوق الكرفانات من جرّاء الإهمال الذي تلقاه هذه الأشجار، مشيرا إلى سقوط جذع شجرة على رأسه أثناء إقامته هناك لأربعة أشهر.

ويضيف الحموي: عندما دخل السوريون كلاجئين إلى الجزائر اقترحت الحكومة الجزائرية أن يعطوا منطقة بجانب الـ"لاند كوم" تدعى القرية الافريقية وهي مهيأة للسكن فيها أكواخ مبنية، ويتوفر في كل كوخ منها غرفة للسكن وتواليت وحمام وكانت بالأصل معدة كمخيمات للأطفال أو (الطلائع) -كما كانوا يسمون في سوريا– ويمضي اللاجىء الحموي وهو يسرد قصة إنشاء المخيم قائلاً: كان يدير القرية الافريقية رئيس الكشافة في الجزائر محمد نور الدين وهو إنسان حسن السمعة ونظيف اليد أراد عند بداية لجوء السوريين أن يستلم ملفهم ويهتم بهم، ولكن الهلال الأحمر الجزائري ممثلا بـ"لحسن بو شاقور" المعروف بـ"سمعته السيئة وفساده" رفض هذا الأمر وقام بالتنسيق مع مدير مخيم "لاند كوم" حميد غولي"الذي استقبل في الماضي المتضررين من زلزال "بو مرداد" أعوام 2001 -2007 وتم صرف الكثير من الأموال وتمرير فواتير وهمية فلكية باسم مشردي الزلزال، وهكذا ذهب اللاجئون السوريون ضحية للتنسيق بين شاقور وغولي اللذين تآمرا على نور الدين وتوليا ملف اللاجئين السوريين بغرض النهب والسرقة باسمهم، فتم إبعاد اللاجئين السوريين من مخيم (القرية الافريقية) ووضعهم في مخيم للقمامة.

دورات مياه بالدور!
وحول وضع مخيم "لاند كوم" وواقع الخدمات الإنسانية فيه يقول الحموي:
في المخيم 12 كرفانة حالتها الإنشائية سيئة جداً عدا قِدمها، وهي غير قابلة للسكن اطلاقاً، والحمامات و-هي بالمناسبة عمومية- مقسمة إلى دورين "من الصباح إلى فترة الظهر" للرجال و"من فترة الظهر إلى المساء للنساء" وهي تبعد عن الكرفانات حوالي 500 متر تقريباً، وعندما تريد المرأة اللاجئة في المخيم ان تدخل ابنها إلى الحمام ليلاً -على سبيل المثال- تضطر لحمله والخروج به بين أشجار الغابة كل هذه المسافة الطويلة للوصول إلى التواليت، علماً أن هناك نساء تعرضن للتحرش والاغتصاب وبعضهن تعرض لهجوم من الكلاب والحيوانات الضالة الأخرى، ورغم أن للمخيم سوراً خارجياً إلا أنه غير محكم أو آمن. 

ويردف اللاجىء الحموي قائلاً: في الشتاء تتضاعف معاناة اللاجئين في المخيم إذ كثيراً ما تدخل الأمطار إلى الكرفانات وتتساقط بعض الأشجار عليها، أما الكهرباء فهي في حالة انقطاع دائم لوجود خلل في التمديدات، ووسائل التدفئة في الشتاء معدومة، فيضطر اللاجئون لإشعال أوراق وأغصان الأشجار خارج الخيم، ويتم تزويد اللاجىء كل يوم برغيف خبز واحد أو "صمونة" وقطعة جبن واحدة، وبالنسبة للخضار يعطى حبة واحدة من الكوسا والباذنجان والخيار وحبتي فول أو بازلاء وكل هذه الخضراوات عديمة الفائدة لأنها لا تصنع طبخة، و يتم توزيع كيلو لحمة كل أسبوعين للعائلة الواحدة.

ممنوع التصوير!
رغم تشدق السلطات الجزائرية برعاية اللاجئين السوريين والاهتمام بهم إلا أنها تمنع وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية أو الإغاثية من الدخول إلى المخيم –يؤكد الحموي– مضيفاً إن الجمعيات الخيرية التي تساعد هؤلاء اللاجئين منعت من الاقتراب من لاجئي المخيم، ولو أنهم تركوا هذه الجمعيات الخيرية والإغاثية تعمل داخل المخيم –بحسب الحموي- لكانت أوفت بالغرض وسدت حاجتهم، لا بل إن التبرعات الفردية أيضاً ممنوعة وتشترط إدارة المخيم تسليمها هذه التبرعات لتقوم هي بتوزيعها كيفياً. علماً أن رئيس المخيم الذي لا يتجاوز راتبه 30 أو 35 ألف دينار جزائري شهرياً – كما يؤكد الحموي - أصبح لديه فيلا فخمة ولزوجته فيلا وهو يتنقل في أفخم السيارات مع العلم أن زوجته أيضاً موظفة كمديرة لمطبخ المخيم وابنه مديراً لمستودعات الطعام فالعائلة كلها تدير شؤون المخيم وبرواتب عالية.



ترك تعليق

التعليق

  • انا جزائرية حرة كل ماقيل حقيقة توجهت للمخيم بغرض تقديم المساعدة ولكن فوجئت بردة فعل الادارة المخزية حسبنا الله ونعم الوكيل
  • عتب
    2014-06-29
    حقا ما كذب الذي قال أكرمت اللئيم فتمردا ، وين باغيين تعيشوا وانتوما في مصر ولبنان والاردن والمرك تعاملون كالجرذان ، وين باغيين تعيشوا واهلكم في سوريا الواحد ورى لاخر ، هذاك اللي قالك جا من البرية وباغي الاولية