"كريستيان ساينس مونيتور": اللاجئون السوريون في لبنان على حافة اليأس

تناولت الكاتبة الصحافية ربيكا كولارد في تقرير أعدته لمجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية وضع الآلاف من اللاجئين السوريين، الذين توقف وصول المساعدات لهم العام الماضي، بعد أن قررت وكالات الأمم المتحدة إعادة توجيه المزيد من المساعدات للاجئين الأكثر ضعفاً، نتج عنها توقف مساعدات الطعام والمال عن 30% من الأسر.

وترجم موقع "24" الإلكتروني التقرير الذي بدأ بالحديث عن مريم عبد القادر التي قامت بإحراق نفسها، أمام مبنى الأمم المتحدة في طرابلس الأسبوع الماضي، إذ إنها لم تعد تتحمل رؤية أطفالها الأربعة، وهم يتضورون جوعاً أمام عينيها.

  • مليون لاجئ

وذكر التقرير أنه منذ خروجها من مدينة حمص السورية قبل عامين، عاشت مريم مع أسرتها في منزل مهجور في طرابلس شمال لبنان. في العام الأول، تلقت أسرتها مساعدات من الأمم المتحدة، شملت 30 دولارا أمريكيا للفرد الواحد على شكل قسائم طعام، ولكن مع حلول الخريف توقفت تلك المساعدات. وبعد ستة أشهر، ودون الحصول على المساعدات، لم يعد لدى الأسرة سوى القليل لتأكله، وعانى بالتالي أطفالها من حالة من الضعف، والدوار المستمر.

وقالت مريم، من المستشفى التي تقيم فيها في طرابلس، إنها زارت مكتب الأمم المتحدة 4 مرات لطلب استئناف المساعدات، لكنها لم تصل إلى أي نتيجة. وفي المرة الخامسة، اشترت ما مقداره 1.25$ من البنزين في طريقها إلى المكتب. وعندما ردها الموظفون مرة أخرى، صبت البنزين على نفسها وأشعلت النار، وأضافت: "اعتقدت أنني سوف أغادر هذه الحياة".

وأضاف التقرير أن الأمم المتحدة سجلت مليون لاجئ في لبنان، وما زالت مستمرة في تسجيلهم بمعدلات تزيد على لاجئ واحد في الدقيقة. هذه الدولة الصغيرة التي يصل عدد سكانها إلى 4 مليون نسمة قبل اندلاع الصراع السوري، لديها أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانها في العالم. وتقول الأمم المتحدة إن لديها 14% من الأموال التي تحتاجها لعام 2014، مما يعني وجود عجز قيمته 1.5 مليار دولار أمريكي.

  • الوجه الحقيقي للأزمة

ونقل التقرير عن نينتي كيلي، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، قولها: "نتوقع هروب المزيد والمزيد من اللاجئين السوريين إلى لبنان. ويمكن أن نتوقع تكرار مثل هذه الأفعال اليائسة، ما لم يحل الوضع في سوريا".

وتضيف كيلي: "حالة مريم تعد انعكاس مؤسف لعواقب الأزمة السورية، واليأس الكبير الذي يشعر به اللاجئون. وهذا هو الوجه الحقيقي للأزمة السورية".

وذكر التقرير أن لاجئة أخرى انتحرت أمس جنوب لبنان. وقالت وسائل الإعلام المحلية إن الجيران ذكروا أن المرأة سورية، و تبلغ من العمر 50 عاماً، كما أنها كانت تواجه مصاعب في التأقلم مع الحياة في لبنان.

ترك تعليق

التعليق