ناشطون مغاربة يعارضون التهديد بطرد اللاجئين السوريين

عبّر عدد من النشطاء المغاربة عن رفضهم لبيان أصدرته وزراة الداخلية في بلادهم، يهدد بطرد اللاجئين السوريين، واعتبروه مبادرة غير إنسانية.

وكانت وزارة الداخلية المغربية، أكدت في بيان منتصف آذار –مارس الماضي، أن الرباط ستعمد إلى الطرد الفوري لكل مخالف وذلك وفق القانون الخاص بدخول الأجانب وإقامتهم في المملكة المغربية.

وأصدرت السلطات المغربية هذا البيان بذريعة "تشويش اللاجئين السوريين على المساجد"، الأمر الذي أدانه عدد من الناشطين المغاربة، متسائلين: هل يعني ذلك أنه يجوز للإنسان أن يجوع في "دولة إسلامية" شريطة ألا يشوّش على الصلاة؟!
وفي تحقيقٍ مطوّلٍ أجراه موقع "هنا صوتك" في العاصمة المغربية الرباط، أدلى عدد من الناشطين المغاربة بآراء تُدين البيان الرسمي لحكومة بلادهم. منهم رأي لإحدى المُدونات تقول: "أعتقد أن الدولة لو حمت اللاجئين السوريين كما تنص عليه التعاقدات الدولية، لما كان اللاجئ السوري في حاجة للتسول أمام المساجد والتشويش على الصلاة".

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية قد قالت في بيانٍ سابقٍ لها أن "أن رعايا سوريين يقومون بالتشويش على المصلين، ويتوجهون إلى بعض المساجد في المدن الكبرى حيث يلقون خطباً لا ينبغي أن تُقال في أماكن العبادة"، ولم توضّح الوزارة طبيعة هذه الخُطب، لكن صُحفاً مغربية أشارت إلى خشية السلطات المغربية من أن "تغزو السياسة مساجد المملكة"، فيما تحدثت أخرى عن فرضية "وجود شيعي" و"تقارير عن ممارسات تمس بوحدة العقيدة والثوابت الدينية" في المغرب، حيث يهيمن المذهب المالكي السُني.

لكن جهاد فرعون، وهو منسق رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية، نفى جُملةً وتفصيلاً أن يكون للأمر أية علاقة بالدعوة إلى المذهب الشيعي، وإنما بدعوات للمساعدة فقط.

وأضاف جهاد فرعون: "إن هذه الظاهرة التي نمت مؤخراً شكلت هاجساً وقلقاً لنا أيضا كجالية سورية"، واستطرد: "طالبنا منذ فترة طويلة بإيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين الوافدين الى المغرب، لكن صرخاتنا لم تلق آذاناً صاغية وبقيت محاولات المساعدة قاصرة على مجموعة من الأفراد والجمعيات، فيما توقف دور الدولة عند عدم ترحيلهم، وتسوية وضعية الإقامة لبعضهم في الفترة الأخيرة".

وأكد منسق رابطة السوريين في المغرب رفضه لأي عمل قد يشوش على المساجد، وقال: "نرفض بالقطع قيام البعض بامتهان التسول، كون هذا الأمر ليس من شيمنا كسوريين ولم نجد هذا الأمر حتى في مخيمات اللاجئين في تركيا وغيرها". وأضاف: "نحن نقترح فتح الباب أمام رجال الأعمال السوريين للقدوم والاستثمار في المغرب. هذا الأمر سيساعد على تشغيل المحتاجين، وهذا الأمر سبقت إليه مصر، حيث تم توفير آلاف فرص الشغل، بفضل المستثمرين الفارين من جحيم النظام السوري".

وبحسب المفوضية العليا للاجئين فإن حوالي ألف لاجئ سوري يقيمون في المغرب منذ بداية العام، في انتظار العبور إلى أوروبا أو الاعتراف بوضعهم من طرف السلطات المغربية.

ترك تعليق

التعليق