السوريون رفعوا الايجارات في لبنان وبيروت ترد بالمثل

تضاعفت قيمة الإيجارات في لبنان أرقاماً قياسية، تتناسب طرداً مع ازدياد أعداد اللاجئين السوريين، ما أدى إلى نقص العرض في ظل ارتفاع وتيرة الطلب على المنازل.

حسب الأمم المتحدة فإن أعداد السوريين في لبنان اقتربت من المليون، وهي الأعداد التي تم توثيقها في مفوضية اللاجئين، علاوةً عن أعدادٍ أخرى غير مسجلة لدى المفوضية، ما يعني أن بين كل ثلاثة لبنانيين هناك سوري.

في مدينة عاليه التابعة لجبل لبنان، زادت أسعار الإيجارات أكثر من ثلاثة أضعاف، فبيوت المدينة الجبلية غالباً ما تكون خاوية في الشتاء، بسبب قسوة الطقس، لكن مع وصول السوريين إليها، باتت الأسعار سياحية صيفاً وشتاءً.

أبو علاء جاء وعائلته منذ حوالي خمسة أشهرٍ بعد أن باع سيارته في دمشق، ولم يستطع نقل أثاث منزله، لذلك اختار المكوث في أحد الشقق المفروشة، والتي بدأ إيجارها بـ 450 دولار، ثم ارتفع بعد شهرين إلى 550 دولار، وأبلغه صاحب المنزل أنه سيرفع الإيجار الشهر القادم مع بداية الربيع، إلى 750 دولار, ويقول أبو علاء: أخشى أن يصل الإيجار إلى 1000 دولار في الصيف، رغم توقف السياحة.

والألف دولار "150 ألف ليرة سورية" والتي يمكن أن يدفعها أبو علاء فقط لسداد أجرة المنزل صيفاً، هي عبارة عن راتب عائلة سورية لمدة عامٍ كامل، علاوةً عن تكاليف الحياة الأخرى.

ودائماً يضاف إلى إيجار المنزل حوالي 100 دولار لتغطية اشتراك الكهرباء، والتلفزيون وشراء الماء التي يعتبر اللبنانيون أن زيادة شح الماء يعود إلى تواجد السوريين والضغط على الخدمات إلى جانب نقص معدل هطول الأمطار عن المستوى المطلوب، وسيصل مبلغ الزيادة إلى 150 دولار لو أرادت العائلة توصيل الإنترنت إلى المنزل.

نضال أحد أبناء المدينة يقول: "البعض رفع أسعار منزله لأرقامٍ قياسية، فالمنزل يؤجر شتاءً بحوالي 250 دولار، هذا إن وجد من يستأجر، أما في الصيف فعلاً ترتفع الأسعار، رغم توقف السياحة لأن عاليه لا تعتمد فقط على السياح العرب أو الأجانب، فالعائلات البيروتية، تلجأ في الصيف بسبب الرطوبة العالية وارتفاع درجات الحرارة إلى المناطق الجبلية ومنها عاليه".

أما في بيروت فالأسعار أضعاف ذلك فالمنزل غير المفروش وصل سعره إلى 900 دولار، في ظل شحٍ شديدٍ للمياه، علاوةً عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أسواق العاصمة اللبنانية، ففي بيروت لا مكان لأصحاب الدخل المتواضع.

بعض السوريون وجدوا الحلول بالسكن في بيوتٍ غير محسوبة على المدن الكبرى، أقللا إيجارٍ لهذه المنازل وصل إلى 350 دولار "حوالي 50 ألف ليرة سورية"، ويضاف إليها المئة دولار الخاصة بالكهرباء والماء ليكون الإيجار هو 450 دولار، كما يقول فجر الذي يقطن في أحد القرى التابعة لجبل لبنان، رغم بردها الشديد في الشتاء، لكن إيجارها أرخص من باقي المناطق.

ومن ناحيةٍ أخرى انخفضت أسعار الإيجارات في المربع الأمني لحزب الله، "الضاحية الجنوبية"، بسبب ارتفاع وتيرة التفجيرات من جهة، ومن جهةٍ أخرة بسبب خوف السوريين من الاعتقال او الخطف من قبل حزب الله، كما يؤكد أحد الناشطين المقيمين في بيروت والذي فضل عدم ذكر اسمه.

ترك تعليق

التعليق