التيفوئيد ينتشر بعد الحصار ليهدد الغوطة الشرقية

تعاني بلدات الغوطة الشرقية من غياب الخدمات بسبب الحصار المفروض عليها من قبل قوات الأسد منذ أكثر من عام، ما أدى إلى ظهور أمراض كانت قليلة الانتشار في الماضي كحمى “التيفوئيد” التي بدأت تنتشر بشكل واسع في بلدات الغوطة المحاصرة في الآونة الأخيرة.

وقال الدكتور أحمد الغوطاني المختص بالطب الداخلي: إن السبب الرئيسي لظهور حمى التيفوئيد من جديد هو تلوث الأطعمة ومياه الشرب، مضيفا أن “التيفوئيد” مرض وبائي ينتقل عن طريق المياه الملوثة وتناول الأطعمة المكشوفة.

وبين الغوطاني أن شح المواد الغذائية دفع أهالي الغوطة إلى تناول الأطعمة الملوثة والحشائش التي سقيت بمياه الصرف الصحي، ما أدى إلى انتشار هذا المرض.

وحول علاج التيفوئيد؛ ذكر الغوطاني أنه يجب إعطاء المريض مضادات حيوية، “إلا أن هذه المضادات لا تتوافر بشكل كاف في المناطق المحاصرة”، الأمر الذي قد يزيد من انتشاره.

ولفت الغوطاني إلى أنه لم تسجل أي حالة وفاة بسبب حمى التيفوئيد حتى اللحظة، محذرا من تفاقم الأمر وخروجه عن السيطرة إذا لم يتم إدخال المساعدات الطبية والمضادات الحيوية في الأيام القادمة إلى الغوطة، مؤكدا أن المرض قد يتحول إلى وباء حقيقي يحصد أرواح المئات من الأهالي.

بدوره أشار الدكتور مصطفى، وهو طبيب مخبري، إلى أن النسبة المئوية لانتشار المرض في الغوطة كانت أقل من 2 بالمئة مع بدء الحصار، ولكن مع مرور الوقت واشتداد الحصار فإن النسبة تضاعفت عدة مرات، مشددا على ضرورة تأمين الأدوية بأسرع وقت ممكن حتى يتم القضاء على المرض قبل أن يستفحل ويصبح القضاء عليه أمرا في غاية الصعوبة.

يذكر أن معظم الأراضي الزراعية في الغوطة الشرقية باتت تسقى بمياه الصرف الصحي بدلا من المياه النظيفة، وذلك بسبب صعوبة استخراجها من الآبار لعدم توفر الوقود وارتفاع سعره.

ترك تعليق

التعليق