مخيم اليرموك إلى المربع الأول.. والمدنيون لا حول لهم ولا قوة
- بواسطة اقتصاد-خاص-بلقيس أبو راشد --
- 09 آذار 2014 --
- 0 تعليقات
عاد الحصار وإطلاق النار وخرق الهدنة إلى مخيم اليرموك ليدخل في جولة مفاوضاتٍ جديدة، لإحياء الهدنة، في ظل عودة الاشتباكات، والرجوع إلى حالة الحصار القائمة منذ ثمانية أشهر، إلى جانب انتشار الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وداعش في المخيم.
وينقسم المخيم بين مؤيدٍ لقرار الكتائب بإعادة المواجهات إلى المربع الأول، وبين رافضٍ لها، ويبدو مصير المخيم إلى الآن مجهولاً، في حين رمت الفصائل المقاتلة بالكرة إلى ملعب النظام، عبر اشتراط الإفراج عن المعتقلين وإدخال المازوت والطحين وتأهيل المشافي، علاوةً عن ظهور داعش والمخاوف حيال تواجدها ضمن المخيم.
الجبهة الإسلامية التي استلمت زمام المبادرة، وأعادت الانتشار في المخيم، جاهزة للانسحاب إذا ما قام النظام في تنفيذ التزاماته حيال تحييد المخيمات، حسب ما يشير لـ"اقتصاد" الناشط فادي حسن، الذي يؤكد بأن ما يهم الجبهة الآن هو عدم تحول مخيم اليرموك إلى معادٍ للثورة، فالجو العام داخل المخيم ملائم لعقد الهدنة وإحيائها، وخرجت القيادة العامة من دائرة المفاوضات لا سيما بعد أن انقضاء مهلة الـ 24 ساعة التي سبق ومنحتها الفصائل للقيادة العامة والنظام لإعادة الهدنة، وحالياً يتم التفاوض مع النظام، على أن لا يكون هناك تواجد
للقيادة العامة داخل المخيم.
ومن ناحية مخاوف الناشطين من تواجد داعش في المخيم، يصحح حسن الصورة التي تم تناقلها بالقول: "إن الجبهة الإسلامية قررت العودة إلى المخيم وآزرتها في ذلك كل القوى المقاتلة بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر ضعيفاً داخل المنطقة الجنوبية".
وفي حين يبرر البعض للكتائب المقاتلة قرارها بالعودة إلى المواجهات، يرى البعض الآخر أنه أتى على حساب أبناء المخيم من المدنيين، كما يقول الناشط أبو اليزن لـ"اقتصاد":: "المؤيدون لما فعلته الجبهة الإسلامية هم من أصحاب الاتجاه الإسلامي المتشدد، من أبناء المخيم، مثل "أكناف بيت المقدس" التابعة لحماس، وإذا لم يتم الوصول إلى اتفاق لعودة الهدنة فالحالة ستكون غاية في السوء، وهناك وفد من النظام يعمل على مفاوضاتٍ جدية لإحياء الهدنة".
وبينما يقلل حسن من أهمية داعش في المنطقة ويبرر لها أعمال التصفية التي نفذتها على أنها أتت بحق من ثبت تورطه بتهمة التعامل مع النظام، يعتبر أبو اليزن أن تواجد داعش خطر حقيقي على المدنيين وعلى احتمالات قيام هدنةٍ في الفترة القادمة، لا سيما أنها تقوم اليوم بأعمال اعتقالٍ للمسعفين والناشطين.
وفي الوقت ذاته يشير أبو اليزن إلى عدم وجود أي مواجهات بين داعش وباقي الفصائل، وهو ما يبرره حسن بأنها ضعيفة، وتحاول أن تبني قوتها لكن جميع الفصائل متيقظة لذلك، ويشير حسن إلى بدء شرائها لكمياتٍ كبيرة من السلاح.
لكن يلتقي أبو اليزن وحسن عند مخاوف الناشطين من نية النظام وعدم التزامه بأي هدنةٍ يتم عقدها.
أما المدنيون داخل المخيم، فيقعون بين نارين فمن ناحيةٍ هم لا يأمنون جانب النظام، ومن ناحيةٍ أخرى لا يمتلكون القدرة على العودة إلى المواجهات، لا سيما أن بعض الفصائل المقاتلة لا يحظى سمعةٍ طيبة في صفوف المدنيين، حيث يقول أبو عدي أحد الأهالي المحاصرين: "كنا ننتظر الطعام، وننتظر عودة أهلنا بعد فتح الطرقات، وكل ذلك ما لبث أن تلاشى، وعاد المخيم إلى نقطة الصفر، ومنذ البداية كنا على يقينٍ من أن النظام لن يلتزم بشروط الهدنة، لكننا من ناحيةٍ أخرى لم نعد قادرين على احتمال مواجهاتٍ جديدة وجوعٍ جديد، لا سيما وأن معظم الفصائل المقاتلة تخزن لديها الطعام لكنها لم تقدم كسرة خبزٍ واحدة لأبناء المخيم".
التعليق