سوريا تتحول من ثاني أكبر مستضيف لللاجئين إلى ثاني اكبر مصدر لهم

"قبل خمس سنوات كانت سوريا ثاني أكبر دولة تؤوي لاجئين في العالم. أما الآن فقد أوشك السوريون على أخذ مكان الأفغان كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم".. بهذه الكلمات رسم المفوض السامي للاجئين واحدة من أكثر صور الحرب في سوريا قتامة.

فقد قال "أنتونيو غوتيريس" أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إن السوريين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم أصبحوا تقريبا أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، وانهم اقتربوا من تجاوز عدد اللاجئين الافغان.

وفي كلمة ألقاها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أكد "غوتيريس" أن نحو 2.5 مليون سوري أصبحوا مسجلين الآن لدى مفوضية اللاجئين، على أنهم لاجئون في دول مجاورة لسوريا في الشرق الأوسط.

وأضاف: "قبل خمس سنوات كانت سوريا ثاني أكبر دولة تؤوي لاجئين في العالم. أما الآن فقد أوشك السوريون على أخذ مكان الافغان كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم... يحزنني جدا أن أرى البلد الذي رحب باللاجئين من دول أخرى لعقود، ممزق وشعبه مجبر على العيش في الخارج".

وقال "غوتيريس" إن عبء اللاجئين على البلد الصغير لبنان، على سبيل المثال، يماثل تدفق نحو 15 مليون لاجئ على فرنسا، و32 مليونا على روسيا و71 مليونا على الولايات المتحدة.

وقال إن صندوق النقد الدولي يقدر أن معدل البطالة في لبنان قد يتضاعف بنهاية العام، وأن الأزمة السورية قد تكلفه 7.5 مليارات دولار، لافتا إلى أن "زيادة زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط قد تكون له عواقب كارثية على باقي العالم".

ودعا الدول من خارج المنطقة إلى السماح بلجوء السوريين إليها، وأن تبذل المزيد لتوفير مزيد من الحماية لهم مثل إعادة التوطين والمرونة في إجراءات تأشيرات الدخول.

وقال: "يوجد خطأ أساسي في العالم الذي يتعرض فيه حتى الناس الذين يفرون من نزاع بهذه الفظاعة للإعادة من الحدود البرية أو يضطرون إلى المخاطرة بحياتهم في البحر، أو يخضعون أنفسهم لانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان على أيدي المهربين ومهربي البشر؛ لأنه ليس أمامهم طريق أخرى للوصول إلى أراض يأملون أن يجدوا فيها ملجأ".

وفر أكثر من خمسة ملايين لاجئ أفغاني من الحرب والقمع والفقر، خلال العقود الثلاثة الماضية، رجع قرابة نصفهم إلى بلاده، بينما لا يزال هناك 2.55 مليون لاجئ أفغاني، طبقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.


 

ترك تعليق

التعليق