آلاف العائلات السورية عالقة بين براميل الأسد والحدود التركية

في ظل اشتداد وتيرة الاشتباكات ومعارك الكر والفر بين الجيش الحر قوات الأسد والقصف التي تشهده مناطق عدة في حلب وريفها وسقوط عشرات الشهداء والجرحى يومياً والوضع الإنساني الصعب التي تعيشه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومحاولة النظام لإحكام السيطرة على مداخل حلب وفرض حصار على المناطق المحررة التي يعيش فيها نحو 2 مليون مدني، هذا الوضع الصعب الذي فرض على كثير من العائلات النزوح إلى أماكن أكثر أماناً بعيدة عن الخراب والدمار الذي سكن كل شارع وكل حي، حيث لا مكان للعيش ولا للابتسامة.

الحدود التركية هي وجهة من لا يحمل جوازاً للعبور.. يضيق المخيم بهم، لا مكان حتى في المخيم تاركين وراءهم بيوتهم المدمرة وما تبقى من ذكريات ممزقة.

في نفس الوقت الحكومة التركية تنشر قواتها على الحدود بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت مؤخراً بين الجيش الحر وتنظيم البغدادي في مناطق محاذية للشريط الحدودي.

حصار ثانٍ للشعب الجريح بمنع دخولهم الأراضي التركية وإطلاق الرصاص في الهواء لإبعادهم عن الشريط.
أكثر من 15 ألف مدني مختبئون خلف أشجار الزيتون مودعين أرضاً هُجّروا منها ولم يُترك له خيارات للعيش، هم من اختار لهم الموت أو الموت و زجوا سياستهم ونيرانهم في قلوب هذا الشعب الفقير. وكأن لا وجود للإنسانية بيننا ولا طريق للحل الشعب وحده الذي يدفع ضريبة الحرب.

تحدثنا امرأة وحيدة اختارت النزوح مع جيرانها بعد أن فقدت زوجها وابنها فتقول: "لم يعد الفارس هو الفارس سوف أعبر السلك الشائك، وإن اخترقتني رصاص التركي العابث أخبروني عندما تستيقظ الأمة ويموت المتخاذل والخائن عندها سوف نعود وننتصر".

أب يحمل ابنته على ذراعه يريد الهروب بها إلى مكان آمن، أي مكان آمن هنا حتى وإن كان وسط البرد القارص والحصى والجوع، لم يحمل من بيت رآه يدمر بأم عينه، لم يأخذ منه سوى بعض الحاجات الشخصية التي ينظر إليها بحسرة.

في هذه اللحظة الصعبة من عمر الثورة السورية، تنتظر مئات العائلات السورية السماح لهم العبور إلى الضفة الآمنة، الضفة شبه الآمنة، علّ أحد الطرفين السوري والتركي ينقذ حالهم، ويتطلع إليهم بعين الإنسانية التي يبدو أنها عين عمياء لا ترى السوريين إطلاقا.

ترك تعليق

التعليق