المواد الغذائية في مخيمات النزوح السورية خارج الرقابة الصحية

تنتشر في مخيمات النازحين السوريين بالشّمال السوري، ما يطلق عليها اصطلاحا بالـ "قبوسات" وهي عدة محال تجارية تبيع السلع الغذائية أنشئت على عجل، من أجل توفير المواد الغذائية من لحوم وخضار وفواكه للاجئين هناك.

و "القبوسات" هي ما يشبه الخيمة، لكنها أقل ترتيباً وتكلفةً، وهي عبارة عن مجموعة من السواتر البلاستكية، ترتكز على أعمدة خشبية وحديدية، لتشكل "سوبر ماركت"المخيم، وتلبي متطلبات قاطنيه.

ويشير الأهالي في المخيمات إلى تعرضهم لوعكات صحية بشكل دائم، بسبب انتهاء صلاحيات تلك الأغذية، أو تعرضها للتلف، بسبب غياب الشروط الحافظة لها، من بعد عن الشمس، والتخزين في البرادات غير المتوفرة أساساً.

"الحاجة أم محمد" قالت لـ "اقتصاد" وهي نازحة في (مخيم أطمة): "نشتري اللحوم من تلك القبوسات، والذباب يمشي عليها، شيء تقرفه النفس، لكننا مضطرون للشراء بسبب انخفاض الأسعار، هنا، وبعد المحال في القرية عن المخيم".
بدوره أشار العم "أبو خالد" من قاطني "مخيم الأصيل" قرب قرية "قاح" إلى قيام تجار المخيمات بشراء البضائع الأقل تكلفة وجودة، ما يعني تعرض الجميع لمخاطر الإصابة بالأوبئة، وذلك بسبب غياب الرقيب الصحي، وغياب التنظيم عن تلك القبوسات من قبل إدارة المخيم الغائبة أساساً عن تفاصيل الحياة في معظم المخيمات هنا.

بدوره رفض أحد القيّمين على المخيمات هناك في الشّمال السوري، الاتهامات بغياب الرقابة على المحال التجارية المفتتحة في المخيمات، رافضاً الكشف عن هويته، ومؤكداً على المتابعة اليومية لتلك المحال، والإغلاق في حال ثبوت بيعها لأطعمة فاسدة.

كلام المسؤول في المخيم رفضه جملة وتفصيلا، أحد الأطباء القيّمين على مستوصف ميداني في مخيم أطمة متحدثاً لـ"اقتصاد" عن وجود مراجعات للمستوصف هنا وكذلك مشافي البلدة القريبة من المخيم، وهي تعاني من حالات إسهال، وتلبك معوي، وخاصة من قبل الأطفال الذين غالباً ما يعانون من شراء تلك الأطعمة.
وأشار الطبيب إلى وجود عشرات الحالات من الأطفال تراجع المقار الصحية، وهي تعاني أمراضا معوية، وحالات إسهال بسبب التسمم الذي تسببه تناول تلك الأطعمة من القبوسات.

بدوره قال أحد القيّمين على مخفر الشرطة وهو من (الضباط المنشقين عن داخلية النظام) في مخيم حدودي لـ "اقتصاد" نحن لا نتعامل مع أصحاب المحال ولا نتعرض لهم بأي شيء، رغم وجود حالات شكوى أحياناً تفيد بقيام عدد من ببيع حبوب "الهلوسة" لكن بسبب غياب التعاون والتنسيق بين الفصائل وعدم وجود التنظيم، وغياب المحاكم الاعتبارية يؤدي إلى عدم سوق أولئك إلى السجون.

وتبقى ظاهرة غياب الرقابة الصحية في المناطق المحررة، مشكلة صعبة التطويق، في ظل غياب التنظيم وضعف التنسيق بين الفصائل هناك، وكذلك عدم وجود مختصين في قضية الرقابة الصحية، وإن وجدوا فهم لايلقون الدعم الكافي من قبل الفصائل التي يفترض أن تكون الجهاز التنفيذي لقمع المخالفات في تلك المناطق.

ترك تعليق

التعليق