
الجوع يفتك بأبناء مخيم اليرموك.. والناشطون ينعون الهدنة
- بواسطة بلقيس أبو راشد - دمشق - اقتصاد --
- 11 كانون الثاني 2014 --
- 0 تعليقات
حاول الناشطون والفصائل الفلسطينية يوم أمس إدخال 22 سيارة إلى مخيم اليرموك، تضم ما يقارب خمسة آلاف حصة غذائية، إلا أن اشتباكاتٍ مفتعلة من قبل النظام منعت القافلة من التقدم.
أبو حيان أحد الناشطين في الشأن الإغاثي يؤكد أن دخول القافلة كان سيفتح الباب أمام جميع الفصائل والمنظمات الدولية لإدخال المساعدات الطارئة، وكانت مستعدة لذلك، لكن افتعال النظام للاشتباك على خط القافلة الذي كان مقررا مرورها على طريق أول مخيم من الجسر إلى الفرن الآلي، منع ذلك، ولو أن القافلة دخلت سيكون في ذلك بادرة حسن نية من قبل النظام.
ومع وصول عدد شهداء الجوع لما يزيد عن 41 شهيدا، لم يبق لأكثر من 40 ألف مواطن ما زالوا تحت أي مؤونة يعتمدون عليها، حيث لم يعودوا قادرين حتى على إيجاد السبانخ والفجل الذي اعتاشت عليها الأهالي لعدة أشهر، ولم تنفع كل نداءات الاستغاثة التي خرج بها أهالي المخيمات، كما عجزت كل حملات التضامن التي تنوعت أسماؤها عن إدخال كسرة خبزٍ واحدة، لأهالي المخيم.
ولا يخبرنا أبو حيان عن أبناء المخيم فحسب، لكنه يخبرنا عن حاله وحال أبنائه، حيث تناولوا الخبز المعفن لأنه لا يوجد شيء يؤكل، ولا يعتقد أبو حيان بأن الهدنة ستحدث بالفعل، والدلائل واضحة عبر ممارسات النظام.
وفي لائحة الأسعار أرقام مذهلة حيث بلغ سعر الرز والبرغل 11000 ليرة، والعدس 6500، والسكر 7500 ليرة، والخبيزة والسبانخ 700 ليرة، وضمة واحدة من الكزبرة أو البقدونس أو الفجل بلغ 150 ليرة، أما ليتر زيت زيتون 1500 ليرة، ولحمة بقر 6500، والسمنة 2500، ولحمة الغنم 7000، بينما بلغ ليتر مازوت 650 ليرة، وكيلو حطب 75 ليرة سيجارة حمرا طويلة 2500 ليرة، أما سعر صرف الدولار فيتراوح ما بين 105-110 ليرة.
إذاً سعر سيجارة واحدة داخل المخيم يساوي سعر 2 كيلو رز، وتُذيَّل قائمة الأسعار دائماً بعبارة إن وجد، أما أسعار صرف الدولار في حالة متدنية جداً.
أما الواقع الصحي فليس بالأفضل حال، كما يخبرنا أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه، فالنقص شديد في كل شيء، وحالات البتر تتعاظم يوماً بعد يوم، ونقوم بخلط المعقمات بالماء بسبب الكميات القليلة منها، فحال مشفى فلسطين وهو المشفى الوحيد في المخيم يتدهور يوماً بعد يوم، نتيجة النقص الحاد في الدواء وفي الكادر الطبي، وغرف الإنعاش، والانقطاع المستمر للكهرباء، حتى قطع الشاش نفذت بشكلٍ شبه كامل من المخيم.
وينتظر أبناء المخيم صدق الوعود بهدنةٍ يمكن أن تحدث، وليس أمامهم أي خيارٍ آخر، في حين تستمر القيادة العامة بالتبجح بأن تحييد المخيم يعني النأي بالنفس عن أي أعمال عنفٍ ضد الدولة السورية، كما ورد على لسان عضو الجبهة الشعبية "أنور رجا"، وعلى المقلب الآخر ينفي ناشطون إمكانية تحييد المخيمات فهم في عين العاصفة يتعرضون للإبادة بالرصاص وبالحصار، وينفي الناشطون وجود نية حقيقية لدى النظام بتنفيذ مبادرة الهدنة، وفي الوقت ذاته لا يملكون أي وسيلة لإدخال الطعام للمخيم.
التعليق