مسلسل موت الجرحى السوريين يتوالى فصولاً في المشافي الأردنية!

لا زال مسلسل موت الجرحى السوريين يتوالى فصولاً في المشافي الأردنية الحكومية والخاصة على حد سواء بسبب إهمال حالاتهم والتعامل معها باللامبالاة وبعيداً عن المعايير الإنسانية والضوابط الأخلاقية التي من المفترض أن تكون الركيزة الأولى في أي عمل طبي.

ومن الملفت أن هذا الإهمال لم يعد حالات فردية، بل أصبح ظاهرة مريبة مع تزايد حالات استشهاد الكثير من هؤلاء الجرحى الذين لم تكن إصاباتهم مميتة أو خطيرة، وآخرها حالة الشهيد "أحمد رزق قطيفان" الذي أرسل تقريره من مشفى "عيسى عجاج الميداني" إلى مكتب ارتباط الجرحى في مدينة إربد –كما يقول الناشط أبو الفوز الجوابرة– عضو المكتب.

ويضيف: تم التنسيق لنقل الجريح إلى مشفى إربد التخصصي كما تم تجهيز غرفة العمليات وطبيب الأوعية لإجراء عمل جراحي إسعافي وسريع، وبعد ساعتين من الانتظار وصل الجريح إلى مشفى الرمثا، وهو موضوع على جهاز "الأمبو" للتنفس اصطناعي، دون وجود علامات حيوية سيئة جداً: نبض غير مجسوس وضغط متدني، وتم إدخال الجريح لغرفة الإسعاف في مشفى "إربد" التخصصي ولكن المشفى المذكور رفض استقبال الحالة عند علمهم بأن الجريح على جهاز التنفس الاصطناعي، وتم استدعاء طبيب مشفى الرمثا المناوب في قسم الاسعاف من أجل تحويل الجريح إلى مشفى الملك عبدالله المؤسس، وذلك بناء على التعليمات التي تنص على عدم تحويل أي جريح يصل مشفى الرمثا إلى أي مشفى آخر إلا بموافقة الطبيب الأردني المناوب.

 وبالفعل تم تحويل الجريح قطيفان لمشفى الملك عبد الله فور وصول الطبيب المختص، وكان بانتظار الجريح عضو المجلس المحلي لمدينة درعا "قاسم الزعبي"، وبحوزته (10000) دينار لدفع التأمين اللازم لدخول المشفى، وبعد وصول الجريح إلى المشفى رفضوا استقباله وأغلقوا الأبواب أمام إدخاله بحجة عدم وجود سرير في قسم العناية المشددة.

وحصلت مشادة كلامية بين الناشط "عبدو جوابرة" وكادر الإسعاف بالمشفى، وارتفع صوت أهل الجريح أمام المشفى راجين الأطباء هناك إدخال ابنهم الجريح دون جدوى. 
ولم يكن أمامهم من خيار سوى نقل الجريح إلى مشافي عمان حيث تم تأمين سرير للجريح في مشفى الجزيرة. ولكن قبل وصول الجريح قطيفان إلى المشفى المذكور أسلم الروح.

ويؤكد الناشط الجوابرة أن هذه المرة ليست الأولى التي يرفض فيها مشفى الملك المؤسس استقبال الجرحى السوريين بحجة عدم وجود أسرّة في العناية المشددة أو عدم وجود تنسيق مسبق بشأنهم.

والسؤال الذي يوجه إلى إدارة مشفى الملك عبدالله المؤسس عند وقوع حادث سير أو أي حالة إسعافية أخرى. هل يتم التنسيق أم ينقل مباشرة إلى قسم الإسعاف وخاصة بالنسبة للحالات الحرجة، ولماذا هذا الإهمال شبه المقصود تجاه جرحى الثورة السورية.

ترك تعليق

التعليق