حملتا "دفى" و"براعم" لدعم الأطفال السوريين نفسياً

تمسح المدربة دموع الطفلة إسراء عشية كل يوم، فإسراء واحدة من مئات الأطفال السوريين الذين يعيشون كوابيس القصف والدمار حيث غادروه أمس لكنه بات مسيطرا على يقظتهم ونومهم يتذكرون بيوتهم، حيث سقطت قذيقة مدفع بتلك الزاوية أو صاروخ "بحاكورة البيت" فماتت الأشجار وتهدمت الجدران.

تقول إسراء ابنة العاشرة: "نعم هنا أفضل نتعلم كيف نصحو بسرعة نغسل وجوهنا نتعوذ لنعرف أننا كنا بكابوس، وفي جلسات أخرى نقترب من بعضنا ونلعب معا، ونحكي قصص حاراتنا وأنا من وين وأنت من وين صرت أعرف كثير أطفال مثلي من حوران وحمص وإدلب والشام".

تركتنا إسراء لبعض ألعابها ورفاقها كان ثمة خوف في عيون الطفلة قد سيطر عليها رغم الجهد الذي تبذله المدربة لتحقيق شخصية منفتحة لأطفال مزقت شخصياتهم حروب النظام السوري.

فيما تلفت المدربة أن الأطفال السوريين عموما يحتاجون لجهود مضاعفة لتذليل الصعوبات والتحولات غير المسبوقة التي طرأت عليهم مضيفة نجهد أحيانا بما نستطيع لكن انقطاع التمويل وغياب الرعاية المؤسساتية يعيد الأمور إلى نقطة الصفر".

حصص الدعم النفسي التي يقدمها طلبة جامعيون أردنييون وسوريون هي جزء من حملات فرعية لمجموعة "عهد" أطلقت واختار منظموها تسميتها مرة بحملة "دفى" في إشارة إلى ما تعانيه العوائل السورية في نزوحها ومقر إقامتها في أرياف مدينة "إربد" الأردنية والباردة عموما.

كما أطلق الجامعيون حملة "براعم" لاستهداف تلامذة المدارس ممن ضاقت بأسرهم السبل فعسروا عن إرسالهم للمدارس، أو رفضت الأخيرة استقبالهم بمبرر ضيق الأماكن وهو ما يعاني منه مئات السوريين أيضا في مختلف مناطق المملكة الأردنية.

"سراج الدين كعكعة" الطالب الجامعي الدمشقي وأحد منظمي الحملات يشير لـ"زمان الوصل" إلى أنهم مجموعة من الطلبة زملائه اختاروا العمل كفريق واحد للتخفيف قدر المستطاع من الجرح السوري المتقيح عبر حملات يناشدون بها أصدقاءهم في مقاعد الجامعة بتقديم ما أمكن من مصاريفهم اليومية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجيرانهم وأقاربهم في بلاد الاغتراب وتوفير ما أمكن من وسائل وخدمات تخمد بعضا من وجع اللاجئ السوري وأطفاله".

يقول سراج:"بدأنا قبل عامين ومع مرور الوقت اكتشفنا كم نحتاج وكم الجرح غائر نزلنا من "إربد" المدينة المكتظة باللاجئين الى الريف وصلنا لقرى "الحوارة وحكمة وبيت راس". المشهد مؤلم ومفجع أكثر زدنا من عدد ساعات تفرغنا لصالح العمل التطوعي نحاول أن نقدم ما أمكن".

وينفي سراج تلقيهم لأي مساعدات من منظمات إغاثية أو حقوقية دولية أو محلية مؤكدا أن نوعية المساعدات غالبا من فعاليات تجارية أردنية وسوريين وطلبة الجامعات رغم محاولتنا مخاطبة بعض المنظمات، لكن يبدو أن حجم العمل المطلوب كبير على الجميع".

وحول قيمة البرامج التي يقومون عليها يلفت الشاب إلى أنهم يحاولون التنويع "فحملة التشغيل" هدفت إلى تأمين فرص عمل للقادر عليها من خلال استثمار علاقتنا مع بعض الفعاليات والاتصال بطالبي العمالة، وإرشاد الشباب السوري إليها، أما العنصر النسائي فقد أقمنا دورات تدريبية للتطريز والحياكة والاكسسوارات نجح العديد من السوريات في صنعها وتسويقها وفي حملة "دفى" دخلنا بيوتا وقدمنا المدافئ والبطانيات.
وأضاف: كان الوضع صعب للغاية أعتقد أننا خففنا عليهم ما أمكن.

وحول فكرة وضرورات حملة "براعم" يشير سراج إلى أن الكثير من الأطفال السوريين خسروا تعليمهم، وتتباين الأسباب بدءا من رفض بعض المدارس لاستقالبهم، وصولا لضيق ظروف الأسر السورية وعدم قدرتها على إرسال أبنائها إلى المدارس، وهو ما حفزنا على إقامة دورات تعليمية للأطفال وفتح قاعات تدريسية أمامهم لمنحهم بعضا من حقهم في التعليم بأيسر الكلف، ويستمر البرنامج على مدى شهرين متتاليين بتقديم حصص يومية علمية ودينية وأخلاقية كما يشمل حصصا للدعم النفسي للأطفال المتضررين من آثار الحرب".

ترك تعليق

التعليق