آلاف اللاجئين السوريين يعبرون "الرويشد" الأردنية إلى الزعتري

ترجم آلاف اللاجئين السوريين أولى أيام معاناتهم مع اشتداد الأمطار وتواصل القصف بقطعهم عشرات الكيلو مترات مشياً على الأقدام ليصلوا لجديد المعابر الأردنية "معبر الرويشد" والذي سيتكرر اسمه كثيراً حتى إشعار آخر.
وبثت وسائل إعلام أردنية وعربية صوراً تعيد للأذهان عبور اللاجئين السابقين إلى الزعتري عبر معابر أخذت تسميات أخرى غير "الرويشد" الواقع في الشمال الشرقي للأردن عبر صحراء متصلة مع العراق وسوريا.

وقال نشطاء إن الأغلب في المعبر الجديد أنه امتداد لمحافظة السويداء وصحراء اللجاة الممتدة والمتقاطعة مع الأردن والعراق.
ولفت النشطاء إلى أن المعبر الجديد يحتاج للمشي أكثر من أربعة أيام لوصوله من قبل اللاجئين الفارين من العنف والقتل الممنهج لقوات الأسد وشركائها، مؤكدين أن الساتر الترابي الأردني يبعد عن قرينه السوري أكثر من 20 كيلو متراً.

وقالت وسائل الإعلام الأردنية إن أكثر من 1500 لاجئ سوري عبروا الرويشد ونقلوا بسيارات تعود لقوات الحرس الأردني إلى الزعتري، مضيفة أن الأيام القادمة ستشهد تدفق لاجئين سوريين بالآلاف من ذات المعبر، إذ يتم تجميع الواصلين عبر خيم نصبت لإيصالهم لاحقا إلى الزعتري.

وبحسب روايات تتشابه مع أقرانهم الذين وصلوا الزعتري قبل عام أو عامين لمخيمات "البشابشة" و"السايبر ستي" و"الحدائق" فإن اللاجئين يؤكدون أن قوات الأسد وشركاءها لم تبقِ لهم أملا في الحياة، إذ تم تدمير بيوتهم وحرق محاصيلهم وقطع الكهرباء والمياه عن مدن وقرى بأكملها، إضافة لتراخي المجتمع الدولي بإيصال المساعدات الغذائية لمحتاجيها، سيما في المناطق التي يجب المرور لوصولها عبر حواجز وآليات النظام السوري وهو ما فرض على السوريين الخيارات الأصعب للسنة الثالثة على التوالي. 

تقول فاطمة سعيد الأم لثلاثة أطفال من ريف دمشق:"هربت من بلدتي بعد تعرّض منزلي للقصف من قبل قوات النظام السوري، حيث فقدت زوجي جرّاء القصف ولجأت إلى الأردن كونها الأقرب إلينا والأكثر أمنا".

مشيرة "مشيت على الأقدام 30 كم حتى وصلت إلى الساتر الترابي مع الأردن وبعض الشباب ساعدوني على حمل طفلي الصغير ذي العشر سنوات وكان معنا كبار السن ومقعدون، كنا حشودا من جميع مدن وبلدات ريف دمشق ودرعا".

فيما يلفت الشاب أحمد من درعا إلى أن لا بيوت بقيت بفعل القصف وضاقت القرى المحررة بالأماكن، والخيام لم تعد تحتمل مزيدا من البشر في ظل الظروف الجوية القاسية، مضيفا أن خيار اللجوء ليس بيدنا بل بيد الدول الصامتة على إجرام النظام السوري للعام الثالث على التوالي.

ترك تعليق

التعليق