من تركيا إلى السويد..حلمٌ سوري غالباً مايحرق صاحبه
- بواسطة لمى شماس - اسطنبول - اقتصاد --
- 06 تشرين الثاني 2013 --
- 0 تعليقات
زياد :تتراوح تكاليف رحلة الهروب عبر البحر إلى اليونان بين 1000-1500 يورو
غيث :نسبة نجاح الهروب عبر البحر بين 30-50% ويتسع هامش الغرق أو الاعتقال
باتت تركيا بالنسبة للعديد من الشباب السوريين، محطة يستريحون فيها ريثما يعدون عدة اللجوء، إذ إن الهرب إلى أوربا عن طريق تركيا، إحدى الموضات الدارجة بكثرة هذه الأيام..ورغم مخاطر الرحلة وتدني نسب نجاحها وارتفاع تكاليفها، إلا أن بارقة الحلم الأوروبي يسرق الشباب السوريين الذين خسروا وطنهم فما عادوا يملكون مايراهنون عليه.
تتعدد الطرق والهروب واحد
يعمل غيث كسمسار لدى أحد المهربين في اسطنبول، وتقتصر مهمة غيث على ترتيب الاجتماع بين المهرب والسوريين الراغبين بالهروب، وطبعاً يسبق الاجتماع ترويج لسهولة الرحلة وضمانها، وهذا التسويق يدخل ضمن مهمة غيث أيضاً.
ويحكي الشاب عن تفاصيل عمله: بعد لقاء المهرب، يُحدد للمسافرين موعد الهروب، وهنا تنتهي مهمتي، ويضيف: ولكني أعرف أنه لا يمكن ضمان نجاح الهروب 100%، ولكن تتراوح فرص النجاح حسب شطارة المهرب و طرقه.
ونسبة نجاح الهروب عبر البحر –حسب غيث- هي بين 30-50%، ويتسع فيها هامش الغرق، أو الاعتقال من قبل الشرطة اليونانية أو التركية.
ويوضح غيث أن البعض قد يُفضل الهرب عبر البحر إلى اليونان ومنها إلى السويد، وبعض المهربين يرتبون هروبا مباشرا إلى السويد، وهناك من يُفضل الطريق البري إلى السويد أو أي بلد أوربي آخر..ويشير غيث أن المفاضلة بين الدول الأوربية تكون حسب شروط اللجوء المطروحة في كل بلد..وأفضل ثلاث دول هي؛ السويد و النرويج و هولندا، وغالباً ماتعطي هذه البلدان إقامة دائماً لكل من يصل إليها.
تحويشة العمر.. ثمن هروب فاشل!
عمل زياد في تركيا بحمل البضائع براتب بخس جداً وبساعات عمل طويلة ومجهدة، ورغم أن زياد خريج أدب فرنسي إلا أنه صبر على عمله الذي لا يتناسب مع شهادته، لأنه كان يحلم بحياة هادئة في السويد، يقول زياد: عندما قدمت إلى تركيا كان بحوزتي 3000 آلاف يورو، وهذا المبلغ كان كل ما أملك، وبعد 9 أشهر من عملي في اسطنبول تمكنت من التواصل مع مهرّب موثوق، ودفعت له 3000آلاف و400$ إضافية اكتسبتها من عملي.
إلا أن رحلة زياد التي خسر فيها آخر ما كان يملكه، انتهت في إحدى الجزر اليونانية، حيث أوصله المهرب إلى هناك وفقد بعدها التواصل معه.
ويشرح زياد: نجح اثنان من أصل خمسة من أصداقائي في الهروب إلى السويد، ولذلك تعاملت مع نفس المهرب الذي نجح في إيصال صديقيّ إلى السويد، ولم يخطر ببالي أن ينصب المهرب علي..وبالنهاية اضطر زياد للعودة إلى اسطنبول، وهو حالياً يعمل في مهنته السابقة لتسديد الديون التي استدانها حتى تمكن من تأمين مصاريف رحلة العودة إلى اسطنبول..ويختم ساخراً: يبدو أن الحظ السعيد يلاحق السوريين!.. استدنت مصاريف العودة إلى اسطنبول من شاب سوري كان معي في رحلة لكنه قرر البقاء في اليونان، على أن أعطي المبلغ بالتقسيط لأخيه الموجود في اسطنبول.
وبحسب زياد، تتراوح تكاليف رحلة الهروب عبر البحر إلى اليونان بين 1000-1500 يورو
ووفق زياد، معظم الرحلات تكون أولاً إلى اليونان ومنها إلى السويد، وتتراوح كلفة الوصول إلى السويد بين 3000-4000 يورو، في حين ترتفع تسعيرة الذهاب من تركيا إلى السويد مباشرةً إلى 6000 يورو.
كما يزيد ثمن الهروب عبر الطيران، بين 60-80% عن تسعيرة الرحل البرية أو البحرية
ويوضح غيث أن المهرب يؤمّن تأشيرة سفر مزورة أو "فيزا مضروبة" ولكنها تُكلف في بعض الأحيان 11000 يورو.
ويوضح غيث أن هذه المبالغ قد تكفي للعيش في المدن الجنوبية في تركيا لأكثر من عام، إلا أن عددا كبيرا من الشباب السوريين يلاحقون حلم اللجوء، وهم غالباً ما يقعون ضحية تلاعب المهربين، الذين يستغلون يأسهم ويتاجرون بأحلامهم.
التعليق