الناشط عبد القادر دياب لـ "اقتصاد":وثّقت 200 ناجٍ سوري من غرقى المتوسط

مشكلتنا الآن هي في البحث والتقصي عن أحوال المفقودين !
من المؤسف عدم تواجد أية شخصية من  الائتلاف  أو  تنسيقيات المعارضة في الخارج وكأن الأمر ﻻيعنيهم 
أحذر من إمكانية وقوع حوادث جديدة  لأن تجار الموت يعملون بحرية تامة
 
تكررت حالات غرق القوارب والمراكب التي تقل لاجئين سوريين هربوا من جحيم الحرب في بلادهم إلى الموت غرقاً، وإزاء الصمت المخزي الذي قابلت به بعض الدول الغربية هذه الكوارث الإنسانية ولا مبالاتها تجاه موت العشرات من اللاجئين على شواطئها بادر عدد من الناشطين إلى توثيق حالات النجاة والوفاة والفقدان بين هؤلاء الضحايا الذين عاشوا فصلاً مأساوياً فظيعاً من فصول (التغريبة السورية المعاصرة) التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لقساوتها وعذاباتها. 

قائمة مبدئية
ومن هؤلاء الناشطين عبد القادر دياب الذي استطاع بمساعدة عدد من الشبان الناشطين في الخارج أن يوثق لـ200 اسم من اللاجئين ما بين ميت ومفقود وناجٍ.
حول هذه المبادرة الإنسانية والهدف منها يقول الناشط دياب لـ "اقتصاد": 
عندما وجدت أن الجهات الدولية والسورية على اختلاف مستوياتها ومواقعها وكذلك المنظمات الإنسانية التي غابت وتغيّبت عن مواكبة هذا الحدث، وسمعت وشاهدت عذابات السوريين والفلسطينيين الذين ركبوا قارب الموت وأقاربهم الذين دهشوا لذلك الصمت العالمي المريب تجاه تلك الحادثة المأساوية بكل معنى الكلمة، سارعت بوازع إنساني وإحساس وطني للتحرك في كل الاتجاهات، فكان أن شكّلت مجموعة شبان متطوعين للمساعدة وآخرين من جمعيات ومنظمات إنسانية بشكل فردي، وكانت نتيجة جهدنا التوصل لقائمة مبدئية من حيث اعتماد أسماء الناجين ومن استطعنا تأكيد خبر وفاته، وهم أقلية لم نستطع للأسف إحصاء المتوفين والمفقودين وقد وضعت هذه الإحصائية التي تتضمن حوالي مائتي اسم لناجين في قوائم كتبت بخط اليد وعلى عجالة، إذ كان يهمنا السرعة في توصيل الخبر نظرا لأن الناس كانت بحالة مزرية بانتظار أي خبر عن تلك الحادثة المفجعة أو أي اسم لمتوفى أو ناج ووصلتنا في بعد قوائم أخرى من –مالطا- حصراً، مع العلم أنه صدرت بعد أسبوعين من قوائمنا الأولى قوائم تابعة لجهات كثيرة كمنظمات الصليب الأحمر .. ولكنها لم تكن دقيقة للأسف ورغم اطلاعي على بعض الأمور وجدت صعوبة في التدقيق أحياناً نظراً لأن الحادثة كانت مروعة، إذ شملت عدة جزر في عدة دول ونظراً للتعامل المخزي من الجهات الدولية وخاصة الإيطالية.

تجاه تلك الكارثة لم تستطع المنظمات الإنسانية القيام بواجبها كما يجب، وكما هو منوط بها، ﻻ على وجه السرعة وﻻ على مستوى التدقيق المطلوب، ولعل عدم تعاون الدول مع تلك المنظمات الإنسانية بالشكل المطلوب لا يعفيها من مسؤلياتها، وعندما أقول الجهات الإيطالية فإنني أقصد السلطات الإيطالية وليس المنظمات الإنسانية والإغاثية الإيطالية.

تقاعس مقصود 
وحول تفسيره لتقاعس بعض الدول ومنها إيطاليا وعدم قيامها بواجبها تجاه الكارثة وهل كان هذا التقاعس مقصوداً برأيه يقول الناشط دياب:
"أعتقد وأكاد أجزم أن هذا التقاعس كان مقصوداً لأنهم تعاملوا مع الحادثة بشكل بطيء وبعيداً عن الاتفاقيات الدولية والقضايا الإنسانية ربما مرد هذا الأمر لأسباب كثيرة ومتشعبة لا يسع المجال لذكرها هنا، ولكنني أقول إنه تجاه مثل هذه الحوادث الكارثية المفجعة وعلى مستوى هذه الأرقام الكبيرة كان ينبغي على الدول التي وقعت هذه الحوادث على شواطئها الإسراع بإبلاغ ممثلي تلك الدول التي ينتمي إليها هؤﻻء الغرقى أو المصابون أو الناجون، والسماح للذين نجوا بالاتصال بذويهم لا احتجازهم كما حصل في إيطاليا ، والسماح لجميع المنظمات بالعمل التطوعي الإغاثية والطبي والمعلوماتي وهذا مالم يحصل أبداً، ربما كانوا متضايقين جداً من موجات الهجرة إليهم من قبل الأفارقة أولاً، والآن أتت الموجات السورية التي تنطلق من ليبيا وتونس ومصر .. وهي مستمرة للآن. 

أين الإئتلاف الوطني
ويضيف الناشط دياب: "ربما كان لغياب الدولة السورية على كافة الأصعدة سبب في هذا التقاعس عن نجدة السوريين الغرقى، ومن المؤسف جداً غياب أي تواجد لأية شخصية من شخصيات الائتلاف السوري أو المجلس الوطني أو أية تنسيقية من تنسيقيات المعارضة في الخارج وكأن الأمر ﻻيعنيهم البتة ..! 

ومع العلم أن المركب كان يضم عشرات الأطباء والطبيبات ومنهم من ذوي الاختصاصات النادرة الذين لم تستطع الدول العربية جمعاء الاستفادة من علومهم وخبراتهم والتي هم في الأصل بحاجة ماسة إليهم ..! فرموا بأنفسهم في مراكب بالية في عرض البحار مع أسرهم وأطفالهم ليصبحوا ضحايا المجهول.

علماً أن إهمال إسعاف بعض الذين تم انقاذهم ساهم في زيادة عدد المتوفين، وأنا أعرف شخصياً طبيبة سورية كان اسمُها بدايةً مع الناجين ثم أكد لي أحد الذين اتصلت بهم ﻻحقاً أنها توفيت -رحمها الله– وإن كنت لا أجزم أنها توفيت نتيجة إهمال طبي ولكنني أجزم أن الإجراءات الإسعافية والإغاثية لم تكن على المستوى المطلوب أبداً.

تجار الموت 
ويحذرالناشط دياب من إمكانية وقوع حوادث جديدة ربما تكون أكبر وأشنع وأقسى من الحوادث التي وقعت لأن تجار الموت –حسب تعبيره- مازالوا طلقاء يعملون بحرية تامة، ولأن الحالة الكارثية للشعب السوري مازالت قائمة، والتجاهل العربي في استقدام واستخدام وإيواء اللاجئين السوريين في أدنى مستوياته إن لم نقل منعدماً، بل إن تعامل العرب برمتهم مع السوريين صار عدائياً في بعض تلك الدول لأسباب غير مفهومة البتة، وهذا مايدفع بآخرين لإلقاء أنفسهم مجدداً في البحار، مع العلم أنه وبمعدل كل يومين اثنين يخرج في عرض البحر مركب من مراكب الموت متجهاً إلى بلاد ﻻتريدهم !

لا معلومات عن المفقودين 
وحول مقاربة القوائم التي وثقها لضحايا حوادث البحر من اللاجئين السوريين والفلسطينيين مع قوائم وفد المؤسسات الفلسطينية في أوروبا التي نشرتها "اقتصاد" منذ يومين يقول الناشط عبد القادر دياب:
أغلب معلوماتهم مستقاة من القوائم التي قمت بنشرها سابقاً وربما زادوا عليها بعض الأسماء الأخرى من خلال الاتصال بالهواتف التي نُشرت أرقامها، وهذا بعد فترة ﻻبأس بها من وقوع الحادثة أي الناجين هم أنفسهم وهم بمعظمهم عُلم أُمرهم ومنهم من اتصل بأقاربه، ولكن مشكلتنا الآن هي في البحث والتقصي عن أحوال المفقودين الذين للآن لم تُعلمنا السلطات الإيطالية بأي شيء عنهم، هذا بالرغم من اتصالنا بجمعيات ومنظمات إغاثة إيطالية خاصة ولكنهم يقولون لنا إن المعلومات شحيحة من الجانب الرسمي الإيطالي ويعتذرون.

ترك تعليق

التعليق

  • الواقع السوري يدمي القلب، السيناريو الفلسطيني يتكرر، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله! الأستاذ الشاعر ، والناشط أ. عبد القادر دياب أبو جواد: هذا الصنيع لايضيع ، ويبقى في الأمة رجالها الأوفياء ، رغم الويلات وكل العذابات. رحم الله تلك الأرواح الطاهرة فهي وديعة عند من لاتضيع عنده الودائع، ونحمد الله على سلامة الناجين بفضل الله وكرمه وجوده. تقبل احترامي وإجلالي العظيم.
  • 2013-10-29
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليس بعيدا عنك اخي الحبيب الناشط عبدالقادر دياب المحترم تحية الثورة والجهاد ضد الطاغيه المتسلط المجرم . . . . اخي ابو جواد الغالي لقد كنتم خلفاً لخير سلف رحم الله الوالد واسكنه فسيح جناته {{ وماتقدموا للأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير اًواحسن اجرا }} جزاكم الله كل خير . . وسدد خطاكم . . . وتربت يداكم وفقكم الله . . ودمتم ناصراً للحق و المظلومين . . . . سيروا ونحن من ورائكم والله الموفق .
  • 2013-10-30
    بارك الله في سعيك وجهدك ووفقك دائما للخير