باسم الجمعيات الخيرية .. مُحْدثو "التشيّخ"يثرون على حساب اللاجئ السوري بالأردن
- بواسطة فارس الرفاعي - عمان -اقتصاد --
- 27 تشرين الاول 2013 --
- 1 تعليقات
مسؤول بجمعية "الكتاب والسنة" يببيع المساعدات لتجار الجملة
موظف افتتح جمعية"بوابـتـك الأولـى إلـى الـخـيــر" فتحول إلى ثري يملك سيارات فارهة
القيّمون على السكن يتعاملون مع زوجات الشهداء والأرامل بمبدأ "لا تعترض تُطرد"
سوريون يعملون في جمعية دون راتب ولكنهم يحققون مكاسب تفوق الراتب بكثير
يتندّر اللاجئون السوريون في محافظة المفرق حول أردني يلقب بـ "أ. ع" انتقل فجأة من حالة "شبعان تحت الصفر" إلى شخص يملك ثروة فلكية وسيارات فارهة بعد أن كان يعمل موظفاً صغيراً في دائرة للصرف الصحي ويقود دراجة هوائية، ومع بداية اللجوء السوري إلى الأردن افتتح جمعية جعل شعارها "بـوابـتـك الأولـى إلـى الـخـيــر".
ومن خلال هذه الجمعية أصبح من أصحاب الملايين ولا يكاد يمر شهر إلا ويسافر إلى دول الخليج بحجة أداء مناسك الحج حيناً والعمرة أحياناً أخرى ليشحذ الإعانات والمساعدات باسم اللاجئين السوريين الذين قال ذات يوم عنهم لأحد السوريين وهو محامي معروف أنهم "شحاذين".
واستطاع "أ.ع" أن يبني ،في ظروف غامضة، علاقات متينة مع الكثير من علماء ومشايخ الخليج ممن يشرفون على تنظيم المساعدات للاجئين السوريين في الأردن وسوريا وتركيا ولبنان، ومنهم الشيخ محمد العريفي والشيخ سليمان الجبيلان والشيخ عائض القرني الذين كان ولا يزال يدعوهم لإلقاء محاضرات ودروس دينية أمام اللاجئين في مقر جمعيته، وبعد كل محاضرة يدعوهم إلى منزله لإقامة مآدب عامرة بما لذ وطاب "من حرّ ماله طبعاً"، ومن خلال هؤلاء المشايخ استطاع أن يتغلغل في رابطة العالم الإسلامي في السعودية ليقنعهم باستئجار مبانٍ لإيواء بعض العائلات الفقيرة من زوجات الشهداء والأرامل -وهي كلمة السر- في العمل الخيري المتوجه للاجئين السوريين اليوم،
وفعلاً تم استئجار مبنى ضخم ضمّ عشرات الأسر قام باختيارها بمزاجية غريبة دون دراسة لأوضاعها ومدى حاجتها لسكن مجاني، وبعض الأسر تبيّن أن معيلها متوفى وفاة عادية والبعض ليسوا شهداء بل ليسوا متوفين أصلاً وإنما يعملون في الخليج كحالة (هـ . ج) وبعضهم موجود في سوريا تحت ذريعة الجهاد والمرابطة، وتم استئجار هذا المبنى بمعدل 150 دينارا للشقة الواحدة فيما سُجلت لدى المتبرعين والجهات القيّمة على هذا العمل 300 دينار وكانت كل أسرة تحظى بـ 120 إلى 150 دينارا شهرياً، فتم تخفيضها إلى 90 دينارا بشهادة ساكنات المبنى الذي خُصصت مخازن أرضية منه تطل على الشارع لتخزين مواد ومساعدات لا يحصل سكان المبنى منها على شيء بل يتم تحميلها في سيارات مغلقة ولا يعرف أحد وجهتها.
ومن أشكال التبذير التي تُمارس باسم هذا المبنى أن القيّمين عليه قاموا بفرش الباحة المفتوحة للمبنى من الداخل وهي بالمناسبة "ترابية" بالكامل بموكيت فاخر لو وزع على أكثر من خمسين عائلة لكفاها برودة الشتاء وصقيعه الذي لا يرحم. لمجرد أن أحد مشايخ رابطة العالم الإسلامي سيقوم بزيارة المبنى وأخذ الصور التذكارية مع أطفاله اليتامى علماً أن هذه الزيارة لم تستغرق سوى دقائق قليلة.
لا تعترض تُطرد !
يتعامل القيّمون على المبنى مع زوجات الشهداء والأرامل بمفهوم "لا تعترض تُطرد" وبفوقية عالية ونفسية "ولي النعمة" إذ يتم تهديد النساء بين الفينة والأخرى بالطرد من المبنى لأدنى سبب حتى ولو كان بسبب تصرف عفوي لأحد الأطفال الذين يسكنون مع أمهاتهم وقاموا بالفعل بطرد العديد من الأسر التي وجدت نفسها على قارعة الطريق لأن الحصول على منزل للأجار في مدينة المفرق الأردنية يشبه اليوم رحلة البحث عن أبرة في كومة قش، وحالة (ن . ا) وهي زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال أكبرهم لم يتجاوز الخامسة من عمره مثال حي على سوء تعامل من يدّعون فعل الخير حيث كانت تعيش مع جدتها البالغة من العمر 80 سنة واختها (غ . أ) وهي زوجة مفقود في مدينة حلب وتعاني من مرض نفسي على إثر صدمها من قبل حافلة تابعة لمصفاة حمص عندما كانت في السادسة من عمرها، وطفلها الذي لم يتجاوز السبعة أشهر تم طردهم جميعاً من المبنى بأسلوب استفزازي.
أحد المشرفين على البناء وهو بالمناسبة شيخ وإمام مسجد قريب من المبنى يدعى "ع . ش" هدد قريب الأسرة الأكبر منه سناً بالضرب لأنه طلب منه أن يأذن لابنة أخيه "ن . ا" أن تأخذ ابنها المريض ذا الثمانية أشهر إلى مستشفى قريب من المبنى، وعندما رأى القريب امرأتين من سكان المبنى تخرجان منه دون أن يسألهما عن وجهتيهما احتج على ازدواجية المعاملة بالنسبة لسكان المبنى، فقال له إمام المسجد دون حرج من مكانته الدينية: "بتروح من هون وإلا بضربك بوكس بلزقك بالحيط" وحينما تجادل معه قريب المرأة اتصل بشيخ آخر من المشرفين على المبنى يدعى "خ . أ . ش" وقال له إن قريب المرأة يسبني "رغم أنه لم يتفوه بكلمة سيئة تجاهه –كما أكد لـ"اقتصاد" لا بل قام بليّ يده بعنف شديد متظاهراً بالإعتذار منه، وحالة هذا "الشيخ" مثال بسيط لحالات كثيرة تحفل بها الجمعيات الخيرية التي يعمل القيّمون عليها بمبدأ "ادفع بالتي هي أسوأ" لأن اللاجىء السوري بنظرهم "عدو" وليس "ولي حميم".
سوء التعامل يطال الأطفال !
أطفال المبنى بدورهم لم يسلموا من "جبروت" مشايخ هذا المجمّع ولا من صفعهم وضربهم بالعصي لأدنى سبب وبعضهم أغمي عليه بعد أن صفعه الشيخ (خ .أ . ش) الذي لا يجد غضاضة في أن يلقي الدروس الدينية بعدها ويتباكى أمام نساء المبنى حاسرات الوجه فيما لا يسمح لابن إحداهن أو شقيقها أن يزورها إلا بقواعد "غوانتنامية" صارمة.
وإذا اشتكت إحداهن لا تسلم من التقريع والتهديد بالطرد وهي سلاحهم الأمضى في التعامل مع كل من يحتج على سوء التعامل الذي لا يختلف كثيراً عن تعامل السجانين مع ضحاياهم المساجين لناحية حجز الحرية فلا يسمح للنساء بالخروج لشراء حاجاتهن اليومية من خبز وخضار وأشياء أخرى إلا بحدود ساعة محددة في اليوم وإذا اضطرت إحداهن مثلاً لأخذ ابنها إلى طبيب أو مشفى لعارض صحي لا يُسمح لها كما حصل مع (ن. أ) التي تحدثنا عن حالتها آنفاً، ما اضطر الكثيرات من نزيلات المبنى إلى تركه واستئجار منازل في المدينة ودفع آجارات غالية والحفاظ على كرامتهن.
مُحْدثو "التشيّخ" !
الجمعية التي اتخذت شعار "بوابتك إلى طريق الخير" التي أسسها (أ.ع) يعمل فيها مجموعة من اللاجئين السوريين دون راتب ولكنهم يحققون مكاسب تفوق الراتب بكثير ومنها إفادة أقاربهم بالدرجة الأولى أو تقاسم الإعانات والطرود الغذائية أو التبرعات معهم وأغلب هؤلاء محدثي "التشيخ" -إن صحت التسمية- كان بعضهم من كشاشي الحمام وأصحاب الطنابر وهواة الكيف –كما يؤكد معارف لهم- فتحولوا بين ليلة وضحاها إلى أنصاف رجال دين يتعاملون مع اللاجئين المساكين باستعلاء وفوقية وبأسلوب "تشبيحي" لم ينسَ اللاجئون السوريون طعم مرارته بعد، وفوق ذلك يستأثرون بمعوناتهم التي يأخذها أهالي وأقارب هؤلاء بعد اتصالهم بهم قبل كل توزيع، وهناك عائلات كاملة أثرت من الجمعيات الخيرية بالطريقة ذاتها،
وأحد أبناء هذه العائلات يدعى "أ . د. ع" يتعامل بالمنفعة المتبادلة مع أقاربه فيوزع عليهم المواد الغذائية التي يقوم أطفالهم ببيعها أمام أحد مساجد المفرق وبكميات كبيرة كالسكر والشاي والزيت والتمر وغيرها ولأن "المسروق يظهر عندما يتخاصم اللصان" قام أحدهم وهو أحد "الهوارين الكبار" المسؤولين عن مشروع "الجسد الواحد" لـ"نصرة الأشقاء السوريين" الممول من المملكة العربية السعودية المدعو (م .م) بفضح "أ . د . ع" لأنه خرج فيما يبدو عن "بيت الطاعة" على "التويتر" عندما ذكر أنه سأل الشيخ الدكتور محمد العريفي عن اسم الشخص الذي يحتال على السوريين فقال له ان اسمه "أ. د . ع" وحذر من التعامل معه.
"ج . ه" أحد اللاجئين السوريين الذين لم يستفيدوا من جمعيات "بوابتك الأولى إلى الخير" التي صارت أكثر من الهم على القلب روى لـ "اقتصاد" قصته بألم وحرقة قائلاً: أنا من مدينة حمــص دخلت أنا وعائلتي المكونة من 8 أشخاص الأراضي الأردنية منذ ما يقارب الشهر ونصف وخرجت من مخيم الزعتري بطريقة غير قانونية(تهريب) لجأنا لبيت أحد أقاربنا المكون من ثلاثة غرف وصالون و بقينا عنده ما يقارب 20 يوما، وكنت أبحث عن منزل أستأجره, ولكن دون فائدة مع الأسف لأن أجور البيوت في المفرق من 250 إلى 300 دينار وبعد جهد جهيد كما يقال عثرت على منزل في قرية قريبة من مدينة المفرق 8 كم بأجر 200 دينار وكنت أذهب إلى الجمعيات الموجودة في المدينة (رحماء بينهم) (الكتاب والسنة)، (هيئة الإغاثة الأردنية)، (جمعية المركز الإسلامي)، (كنيسة اللاتين وكنيسة الاتحاد) .....تخيلوا حتى الكنيسة باتت ملجأ لضحايا الشتات السوري، وكنت في كل مرة أسجل وأعطيهم نسخة عن مفوضيتي والإجابة الجاهزة دائماً كانت (خلي رقم جوالك ونحن نكلمك) ولكن إلى الآن .... ما إجانا الدور.... وحتى تطلع لعندك لجنة تقيّم وضعك والله مافي معونات حالياً ..وانتظر وكل ما أراجعهم يرددون نفس الاسطوانة.
حساب الدنيا قبل الآخرة !
أحد القيّمين على جمعية "الكتاب والسنة" - لاحظوا دلالة الاسم- كان يقوم ببيع المساعدات التي تصل إلى الجمعية من أجل توزيعها على اللاجئين –كما يقول أحد العاملين فيها الذي يملك سيارة يقوم بتعبئتها بالمواد الإغاثية ليبيعها لتجار الجملة تحت أنظار من يدّعون أنهم يمثلون (الكتاب والسنة) ومن تصاريف الأقدار أن "الشاطر حسن" الذي كان تصرف في أرزاق الله دون حسيب أو رقيب احترق بيته، فهل كان هذا الحادث إنذاراً ربانياً بمصيرالآخرة التي أصبحت آخر ما يفكر به أصحاب "الدكاكين الخيرية" في الأردن؟.
هذه بعض خفايا الجمعيات الخيرية المخصصة لمساعدة اللاجئين السوريين وهي غيض من فيض كما يُقال فما خفي أعظم
التعليق
هذا المنشور كذب
2013-10-30