8 آلاف سوري دخلوا بلغاريا.. وبؤس الملاجئ دفع الجالية السورية للتحرك
- بواسطة ا ف ب --
- 25 تشرين الاول 2013 --
- 0 تعليقات
"إنهم مواطنونا، ومساعدتهم واجب علينا"، هذا ما قاله علاء الدين حرفان أمام مدرسة في صوفيا تحولت إلى ملجأ، فيما كان لاجئون يفرغون حمولة من الخبز العربي التي يقدمها يوميا متعهد سوري الأصل.
وفي الداخل، يقوم سوري آخر هو المهندس أكرم نيوف بمساعدة أطباء متطوعين. إنه يترجم ويشرح ويحاول أن يبدد مخاوف الأطفال وأمهاتهم اللواتي ينتظرن أدوارهن.
ويشكل الأطفال أكثر من نصف 380 شخصا يقيمون في هذا المركز، وأصغرهم في شهره السادس.
ومنذ بداية السنة، دخل حوالى ثمانية آلاف مهاجر سري من تركيا إلى بلغاريا، أي ما يفوق سبع مرات عددهم في الفترة نفسها العام الماضي. ومن المتوقع أن يرتفع عددهم إلى 11 ألفا حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر. وتقول الحكومة إن أكثر من 60% هم سوريون هربوا من الحرب، ومعظمهم نساء وأطفال.
وقد تجاوز تدفق المهاجرين قدرات هذا البلد البلقاتي والأفقر في الاتحاد الأوروبي. وإذا كانت السلطات قد فتحت ثلاثة ملاجىء تضاف إلى ثلاثة موجودة ومركزي استبقاء، فهي لم تفعل شيئا لتنظيم وجودهم أو لتزويدههم بالمواد الغذائية.
ودفع البؤس في الملاجىء الجالية السورية على التحرك. ويناهز عدد أفرادها 1300 شخص، معظمهم من قدامى الطلبة في بلغاريا الشيوعية والتي استقروا فيها. وأنشئت لجنة من خمسة أشخاص مهمتها الاضطلاع بدور الوساطة وتنظيم المساعدة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نضال الغفري العضو في هذه اللجنة إن "رجال الأعمال السوريين يساعدون على قدر استطاعتهم، بالمواد الغذائية التي ينتجونها والمال والاتصالات، وإن المتطوعين يتولون الترجمة والشرح. وينسق معنا أيضا عدد كبير من البلغاريين الذين يريدون المساهمة".
ويتأمن القسم الأكبر من المواد الغذائية وحليب الأطفال والملبوسات، من الهبات، ولا يحصل اللاجىء شهريا إلا على 65 ليفا (33 يورو).
وتعمل اللجنة مع الحكومة أيضا وتساهم في تسريع إجراءات منح الوضع الإنساني واللاجئين وتعيين وسطاء يتحدثون اللغة العربية في الملاجىء.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زوبار حسين (20 عاما) الطالب السابق في الجيولوجيا في حمص "كنا خائفين وأردنا ان ننجو بأنفسنا من أتون الحرب فعقدنا العزم على المجيء إلى الاتحاد الأوروبي، ظنا منا أننا سنجد فيه حياة أخرى وأن كل شيء سيجرى على ما يرام".
ومع أفراد عائلته التسعة المتحدرة من مدينة القامشلي، اجتاز تركيا قبل الدخول إلى بلغاريا عبر الجسور الوعرة والكثيرة الأشجار في جبل سترانديا (جنوب شرق).
ويتذكر قائلا "كنا نهدىء الأطفال بالوعود التي نغدقها عليهم بالحصول على ألعاب في بلغاريا". ثم يتطرق إلى الإجراءات البطيئة لوصولهم وخصوصا الصعوبات في هذا الملجأ الذي لا تتوافر فيه المياه الساخنة ولا المطبخ ولا التدفئة، وتتكدس خمس عائلات في قاعة صف واحدة، وحيث يؤدي انعدام التنظيم إلى الشعور بالخوف وعدم الأمان.
وقد دق وسيط الجمهورية قسطنطين بنتشيف جرس الإنذار أخيرا، منتقدا "النقص الفاضح لوسائل النظافة" وظروف الحياة "غير الإنسانية" في هذه الملاجىء الجديدة التي فتحت في صوفيا.
وقال حسين "مع ذلك، كل شيء أفضل مما عشناه في سوريا. إننا نشكر جميع الذين ساعدونا. وبلغاريا تقوم بكل ما في وسعها، لكنها فقيرة أيضا".
ويعتبر الغفري أن تخطي الخوف وحاجز اللغة والفروقات الثقافية يحتاج إلى وقت. وأضاف "من المهم أن نفهم الأجهزة المختصة أن هؤلاء الأشخاص لا يهددون الأمن القومي"، مشيرا بذلك غلى تصريحات معادية للمهاجرين في بعض وسائل الإعلام البلغارية في الأسابيع الأخيرة.
واعتبر أنه "من وجهة النظر هذه، فإن ما يحتاجون إليه جميعا في هذا الوقت، وأكثر من أي مساعدة مادية على الأرجح، هو أن يجدوا من يتفهمهم".
التعليق