سوريون وفلسطينيون يقضون العيد في السجون المصرية بعد تعرضهم لمقلب من مهربين مصريين

وصلت إلى "اقتصاد" رسالة خاصة منقولة من أحد المسجونين في أحد سجون "أبوقير" بالإسكندرية في مصر، حيث تعرض بعض السوريين، والفلسطينيين السوريين، للاعتقال والسجن أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع مهربين مصريين، عبر البحر، إلى إحدى الدول الأوروبية.

ويعتقد كاتب الرسالة، وهو أحد المعتقلين هناك، أن المهربين الذين اتفقوا معهم، غدروا بهم وأبلغوا بصورة غير مباشرة حرس الحدود المصري، وساقوهم إلى غرفة صغيرة، حيث جمعوهم هناك قبل أن تداهمهم قوات حرس الحدود وتعتقلهم، وتسوقهم إلى سجن في "أبوقير" لقوا فيه معاملة سيئة، ومن ثم أُطلق سراح المصريين منهم، والإبقاء على السوريين والفلسطينيين السوريين، محتجزين هناك في ظروف إنسانية صعبة.

وفيما يلي نص الرسالة كما وردت:

"بدأت قصتنا في الساعة 6 مساءً 12/10/2013 بعد أن تم نقلنا بالباصات إلى موقع المهربين في منطقة أبو قير في الإسكندرية، وفي الطريق مرّ السائق بالقرب من بوابة كتيبة حرس الحدود في أبو قير، مع العلم أن طريقه ليس من هناك، وعاد بعدها إلى الشاطئ، وتم وضعنا في غرفة على البحر، ووضع في هذه الغرفة ما يزيد عن 100 شخص مع إقفال الباب علينا وإطفاء جميع الأنوار والتنبيه بعدم استخدام الموبايل. بقينا على هذه الحالة حتى الساعة 2 بالليل، حينها هجمت علينا كتيبة خفر حرس الحدود (التي مر بجانبها السائق من دون سبب)، وتم إلقاء القبض علينا من داخل الغرفة، واللافت للأمر أنه لم يتم القبض على أي من المهربين، وتم أخذنا إلى مقر الكتيبة وبقينا هناك حتى الساعة 12 ظهراً من اليوم التالي، وخلال ذلك قام حوالي 10 أشخاص بمحاولة للهرب تم القبض على أربعة منهم، مع ضرب مبرح لأحدهم، وفي حوالي الساعة 1 ظهراً تم نقلنا إلى قسم شرطة ثاني المنتزه في منطقة أبو قير، وهنا تبدأ المعاناة، في نفس الوقت تم سوق صاحب الغرفة التي وضعنا فيها المهربون إلى قسم الشرطة وسؤاله عن هوية المهربين وعلاقته بهم، لكن بعد إظهار الرجل لجنسيته البريطانية تم السماح له بالخروج دون أي نوع من المساءلة القانونية وتم الإفراج عن 21 شخصا في نفس اليوم وهم المصريون الذين كانوا معنا في محاولة الهرب، وتم وضع الرجال وهم حوالي 38 رجلا من الجنسية السورية والفلسطينية السورية في غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من 15 شخصا بينهم طفلان لا تزيد أعمارهم عن 14 سنة وأكثر من 7 رجال أعمارهم تزيد عن 50، ووضع النساء والأطفال في غرفة مماثلة والتي يزيد عددهم على 20.

نحن الآن نعيش في ظروف سيئة جداً دون أية شفقة ودون أي مظهر من مظاهر المعاملة الحسنة من الحكومة المصرية، بحيث لا يسمح حتى لأقل احتياجات الإنسان وهي قضاء الحاجة بأكثر من 3 مرات في اليوم و بعد الإلحاح لدخول الحمامات أو حتى فتح باب الغرفة في السجن من أجل بعض الهواء فقط لا أكثر بسبب سوء وضع التنفس في هذه الغرفة الصغيرة، وكثرة الشتائم والتهديد بالضرب من قبل عناصر الشرطة عند المطالبة بحقوقنا، وتم إجبارنا جميعاً على توقيع محضر الشرطة دون السماح لنا حتى بقراءته ومعرفة ماذا ستكون نهايتنا، هل هي الترحيل أم الإفراج عنا.


وهنا وباسم جميع المعتقلين في هذه "الزريبة"، نناشد جميع الشخصيات والهيئات والدول المهتمة بحقوق الإنسان واللاجئين بمحاولة مساعدتنا، فنحن بعد خروجنا من بلدنا الذي يشهد حرب القرن لنطالب بأقل حقوقنا، تم وضعنا في هذا السجن واضطهادنا كما تفعل الحكومة السورية، ونرجو ممن يستطيع مساعدتنا على نشر قصتنا وفضح ما يجري حتى تكون طلب حرية وحقوق إنسانية مفقودة وممحية من قاموسنا، أو حتى مساعدتنا على رؤية أهلنا في عطلة العيد، بل أبقونا في هذا السجن لمجرد النية للوصول إلى دولة تحترم حقوق الإنسان نستطيع أن نعيش فيها بكرامة بعد ما عانيناه في بلدنا .... تمت الكتابة بتاريخ 17/10/2013".

وتوالت أخيراً حالات إلقاء القبض، أو حتى مقتل، بعض السوريين أثناء محاولات الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من الساحل الشمالي المصري إلى أحد دول جنوب أوروبا، وعادةً ما تتم هذه المحاولات بالتفاهم مع شبكات مهربين مصريين تتقاضى مبالغ كبيرة على الشخص الواحد، قد تصل إلى أكثر من 3500 دولار في بعض الأحيان، دون أية ضمانات بنجاح المحاولة.

كما كثُرت في الآونة الأخيرة حالات غرق مهاجرين غير شرعيين سوريين قرب شواطئ إيطاليا واليونان على المتوسط، في ظل تضييق أمني مصري على السوريين في بعض المحافظات المصرية.

ترك تعليق

التعليق