بحسب وزير داخليتها..أبناء الطائفة المسيحية هم الأوفر حظاً في اللجوء إلى ألمانيا !

أصدرت عدة حكومات في ولايات ألمانيا قراراً يفيد باستقبال السوريين (ومن في حكمهم) وفق شروط صارمة حددتها هذه الحكومات، ومنها أن يكون المستفيدون من السوريين (ومن في حكمهم) ممن فقدوا أماكن سكنهم في سوريا واضطروا للجوء أو السكن في مخيمات أوتجمعات أومساكن أخرى في سوريا أوفي دول الجوار، وأوضح القرار المذكور شروط من يستطيع طلب (استقدام) السوريين إلى ألمانيا وهم حاملو الجنسية الألمانية من الأقارب، أو السوريون من الأقارب المقيمين في ولايات معينة وهي(هيسن، شليسفيخ-هولشتاين، سارلاند، نورد راين فيستفالن) و(يجب أن يكونوا مقيمين منذ 1/1/2013 ونوع الإقامة محدودة أوغير محدودة). 

أما الأقارب الذين يحق لهم القدوم إلى ألمانيا فيجب أن يكونوا أقارب من الدرجة الأولى (الآباء والأمهات والأولاد والأخوة) وأقارب الدرجة الثانية (الجد والجدة والأحفاد والخالات والأخوال والعمات والعموم وأولاد الأخ وأولاد الأخت، كل هؤلاء مع أزواجهم أو زوجاتهم وأولادهم القاصرون فقط، وحدد القرار كيفية تقديم الطلبات الذي يتم بطريقة اعتيادية في السفارة أو القنصلية الألمانية في بلد الأقارب تزامناً مع التقدم بالأوراق الثبوتية في مكتب الأجانب في ألمانيا من قبل الداعي. 

وينبغي إيجاد إثبات لصلة القرابة مثل دفتر العائلة أو بيان عائلي أو غيرها من الأدلة وفق القرار المذكور. كما يشترط وجود إثباتات مالية لدى الشخص المقيم في ألمانيا (الداعي) مثل الكفالة المالية أو في بعض الحالات قد يكفي عقد العمل وبيان ضريبي أوغيرها من الطرق، وتم تحديد آخر موعد للتقدم بطلب اللجوء نهاية شباط / فبراير 2014.

حول إجراءات اللجوء إلى ألمانيا يقول الناشط رشاد الهندي المقيم في ألمانيا منذ أكثر من عشر سنوات وهو على تواصل وثيق مع المؤسسات الألمانية المعنية بأمور اللاجئين العرب بشكل عام لـ"اقتصاد": 
قبل الحديث عن إجراءات اللجوء إلى ألمانيا يجب أن نوضح أمراً هاماً بخصوص الخبرالمتداول عن استعداد 17 دولة لاستقبال لاجئين سوريين وفلسطينيين سوريين (كمهاجرين) وهذا الخبر مثلما تناقلته بعض الوكالات والصحف العربية يحوي الكثير من المغالطات، فالخبر أولاً يشير إلى أن 17 دولة فتحت أبواب الهجرة لكل اللاجئين السوريين ( ومن ضمنهم طبعاً الفلسطينيين السورييين) الراغبين بالهجرة, وهذا المصطلح خاطئ جداً, فليست هناك هجرة قانونية بغض النظر عن جنسية الراغب بالهجرة لأية دولة في العالم باستثاء أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا, بمعنى أن دولاً مثل ألمانيا والسويد وبشكل عام دول أوروبا ليس لديها برنامج للهجرة القانونية أساساً، والأمر الثاني –كما يوضح الهندي- أن البلدان المذكورة فتحت باب اللجوء لكل السوريين (ومن ضمنهم الفلسطينيين والسوريين) بسبب الحرب, وخاصة بلدان الاتحاد الأوروبي التي أصدرت قراراً بعدم تسفير أي شخص قادم من سوريا, وتقديم المساعدة له وتأمين احتياجاته,

 وقد بدأت ألمانيا كأول دولة باستقبال 5000 لاجئ من سوريا وهؤلاء أغلبهم جرحى, وفعلاً وصلت الدفعة الأولى منهم وكان عددهم 208 إلى هانوفر قبل عدة أيام, وتبعتها الدانمارك بإعلانها الاستعداد لاستقبال 1000 شخص كما أعلنت النمسا استعدادها لاستقبال أعداد محددة من اللاجئين وكذلك بعض الدول الأخرى، وهذا الكلام لا يعني الهجرة الدائمة وإنما الاستقبال المؤقت, و يشمل هذا الأمر فقط اللاجئين الذين استطاعوا الخروج من سوريا إلى لبنان مثلاً وقدموا هناك طلبات لجوء لدى المفوضية العامة للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

السفارات ليس لها علاقة باللجوء !
ويردف الهندي قائلاً :عندما تقوم إحدى الدول الأوربية بمبادرة معينة كالمذكورة في النقطة السابقة لاستقبال عدد معين من اللاجئين بغرض تخفيف الضغط عن دول الجوار لسوريا, فهذا يتم عن طريق التنسيق مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة, بمعنى أن السفارات التابعة لهذه الدول غير معنية، والمعني الوحيد بهذا الموضوع هو المفوضية لا غير, وبهذا تشمل المبادرة الناس الذين نزحوا لدول الجوار, وليس الناس الذين هم داخل سوريا، ويرى رشاد الهندي أن القرار الخاص باستقبال عدد معين من اللاجئين يختلف من دولة لأخرى، فبالنسبة للمبادرة الألمانية فهي تنص على أنها تشمل الناس الذين اضطروا للنزوح من سوريا إلى دول الجوار مثل لبنان والأردن وتركيا, والأولوية للناس الذين لهم أقارب في ألمانيا والجرحى وتم الحديث عن استقبال عائلات مسيحية, ولكن الحكومة الألمانية صرّحت بعد ضغوطات من قبل المعارضة بأنها سترفع العدد من 5000 إلى 10 آلاف.

 وقد صرّح رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بأنه على كل دول العالم العمل من أجل تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار، وأشار إلى أن هناك 17 دولة أعربت عن استعدادها للتعاون ولم يذكر اسم أية دولة من هذه الدول، وإنما كانت هناك إشادة بالمبادرة الألمانية التي قيل إنها مثال ممتاز وعلى بقية الدول أن تحتذي به, وأضاف غوتيريس أن كل دولة إذا أعلنت استعدادها عن استقبالها حوالي 10 آلاف لاجىء فهذا شيء جيد وسيخفف من الضغط الحاصل عن تدفق ملايين اللاجئين على دول الجوار.

ويشار هنا إلى أن إحصائيات أوروبية قدرت عدد الذين قدموا طلبات لجوء إلى أوربا حتى الآن بـ 13000 مواطن سوري أعلنت الحكومة الألمانية عن استعدادها لاستقبال 5000 لاجئ ورفعت العدد إلى الضعف – كما ذكرنا آنفاً - إلى جانب الحكومة النمساوية التي أعلنت استعدادها لاستقبال 5000 لاجئ، والحكومة السويدية 4700 فيما أعلنت الحكومة الفنلندية استقبالها 500 لاجئ سوري كذلك فرنسا 700 لاجىء سوري، وهذه الأرقام السابقة هي لحالات لجوء قررت الدول المذكورة استقبالها بشكل رسمي، أما اللاجئون بصورة غير شرعية ولم يتم قبول طلباتهم بعد فأعدادهم أكبر من ذلك بكثير بحسب مصادر إعلامية في أوروبا، وكان لافتاً التصريح الذي أدلى به وزير الداخلية الألماني في شهرآذار / مارس الماضي من العام الجاري، عندما أعلن أن أغلب الطلبات الـ 10000 التي ستستقبلها ألمانيا ستكون من الطائفة المسيحية نتيجة “ضغوط خاصة تمارس عليهم.

ترك تعليق

التعليق

  • صحيح أن وزير الداخلية اقترح آنذاك استقبال المسيحية بالدرجةالأولى ولكن لم يؤخذ برأيه واللاجئين الذين يتم استقبالهم من جميع الطوائف والانتماء إلى أقبلية دينية او اثنية لا تلعب دور في انتقاء هم. اما بالنسبة لزيادة العدد من ٥٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ فهذا اقتراح ايضا ولم يصدر قرار بذلك بعد ويا ليت