يتعرضون لمضايقات واعتقالات .. "آزر" يرصد شهادات حية عن وضع اللاجئين السوريين في مصر

نشر مركز "آزر" الذي يهتم بأوضاع مناطق النزاع وتحديد احتياجات اللاجئين الذين يدفعهم هذا النزاع إلى الهجرة أواللجوء تقريراً مفصلاً عن وضع اللاجئين السوريين الذين يعيشون واقعاً مأزوماً في مصر هذه الأيام، ويرى التقرير المذكور أن أعمال العنف التي تعرض لها اللاجئون السوريون في مصر تفاقمت في الآونة الأخيرة خاصة بعدما عرضت وسائل الإعلام مقطعاً مصورا لعدد من السوريين في فاعليات تضامن مع المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي وتم القبض على مواطن سوري في أحد المظاهرات المؤيدة للنظام –بحسب التقرير- فيما قام مواطنون مصريون بتخريب العديد من المحال التجارية التى اشتراها المستثمرون السوريون في محافظات مختلفة في مصر، وبالتحديد في محافظة الجيزة حيث يوجد هناك مجتمع سوري متكامل, و طبقاً لشهود عيان فإن الشرطة المصرية لم تتخذ أي موقف لحماية ممتلكات السوريين التجارية. و تم اتهام السلطات المصرية بتشددها تجاه اللاجئين السوريين.

وأعربت "هيومان رايتس واتش" عن قلقها بسبب قيام السلطات المصرية بمضايقات ضد اللاجئين السوريين وتهديد هم بالترحيل، وقالت واتش أن هذه السلطات اعتقلت 81 سورياً، يومي 19 و 20 يوليو بدون أية تهم رسمية, من ضمنهم 9 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 17 عاما و 72 رجلاً من بينهم أيضاً ممن هم مسجلون كلاجئين وحاصلون على تأشيرات سارية و إقامات رسمية. و14منهم على الأقل تم تهديدهم بالترحيل, ويشير تقرير"آزر" إلى أن معظم المعتقلين تم اعتقالهم من وسائل مواصلات عامة ومن على حواجز الجيش والشرطة في القاهرة. 

وبعد الإطاحة بمحمد مرسي منعت مصر دخول المئات من السوريين بعد وصولهم إلى مصر بدون تأشيرات والذي يعد إجراءً جديداً حيث كانت مصر تسمح بدخول السوريين دون تأشيرات من قبل. 
وتساهم بعض القنوات الإعلامية في شحن جو كراهية الأجانب مثل قناة "الفراعين" وكذلك قناة " الأون تي في" اللتين تتهمان الجالية السورية بدعم الإخوان المسلمين، وكان للاجئين السوريين في مصر-كما يشير التقرير- النصيب الأكبر من موجة كراهية الأجانب المفاجئة، في واحدة من أكثر الآثار الجانبية غير المتوقعة المترتبة على الإطاحة بمحمد مرسي من الرئاسة المصرية، وقامت الحكومة المصرية الجديدة بعد سقوط مرسي بإبعاد مئات السوريين عن حدودها، وفي بعض الأحيان كانت تقوم بإرسال طائرات كاملة محملة باللاجئين إلى المطارات القادمين منها.

لماذا جئت إلى هنا !
ينقل تقرير "آزر" بعض الشهادات التي تعرض أصحابها لمضايقات في الشوارع وإعتقالات ليس فقط على الحواجز الأمنية بل من قبل المواطنين المصريين الذين ارتبط في أذهانهم دعم جميع السوريين لمحمد مرسي. 
يقول هاني وهو أحد اللاجئين السوريين في مصر:“عندما علم سواق التاكسي بجنسيتي السورية توقف عند وزارة الداخلية و قال لضابط شرطة “ده سوري” الذي طلب مني النزول للتحقيق معي” و أضاف أن الشرطي هدده بالترحيل وعاملة بطريقة مهينة حيث ألقى جواز سفره على الأرض، وطلب منه تفريغ محتويات حقيبته على الأرض قبل أن يطلق سراحه. 
ويضيف هاني: "بعد ركوبي التاكسي هرع أحد المواطنين بالهمس إلى السائق قبل أن ينطلق و طلب منه تسليمي لأقرب نقطة أمنية كوني خطرا على المجتمع بسبب جنسيتي السورية” ولكن السائق تجاهل ما قاله هذا الشخص وقرر توصيلي إلى مكان سكني.

أما الطفل محمود الذي يبلغ من العمر 9 سنوات وهو يسكن في مدينة 6 أكتوبر فذكر في شهادة له على "اليوتيوب" أن أصدقاءه يرفضون اللعب معه، ودأبوا على إهانته بعد أحداث 30 يونيو، ويقول والد أحد الأطفال السوريين الذين تم اعتقالهم من قبل السلطات المصرية:“تم اعتقال ابني البالغ من العمر 11 عاما من داخل منزل ابن عمه. وعندما ذهبت أنا و زوجتي إلى مركز الشرطة ومعي جواز سفر ابني وبطاقة اللجوء التابعة للأمم المتحدة تم احتجازي أنا وزوجتي والتحقيق معنا قبل أن يطلقوا سراحنا ولكنهم رفضوا إطلاق سراح ابني إلا بعد ساعات. ويقول هيثم في شهادته: تمت إهانتي و أنا أسير فى الشارع مع زوجتي و أكبر أبنائي كان الناس يقولون لي: ”لماذا جئت إلى هنا؟ ارجع وقاتل في بلدك !“بلهجة عدائية، لقد قررت أن أبيع كل شيء وأرحل أنا و أسرتي قبل أن يحدث شيئا سيئا حقيقياً لنا”وأضاف هيثم -الذي فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي- ”لقد قدمت عدة طلبات للحصول على تأشيرة إلى عدة سفارات أجنبية، وخاصة إلى السويد وكندا، ولقد بحثت في إمكانية الرحيل إلى تركيا ايضاً. 
آمل أن نكون قادرين على العثور على مكان نتمتع فية بحياة سلمية التي كنا نطمح أن نلاقيها وهذا سبب مجيئنا إلى هنا في المقام الأول.”

ترك تعليق

التعليق