رداً على "اليونسيف" ..اللاجئون السوريون بالأردن :أطفالنا بلا مصروف فكيف نرسلهم للمدارس !

حاكى لاجئو سوريا في مدن ومخيمات المملكة الأردنية دعوة منظمة اليونسيف للإسراع بإرسال أولادهم إلى المدارس بمجموعة من الهموم لم تنقضِ آجالها، واعتبر البعض أن وقف قتل الأطفال في سوريا أولوية فيما اعتبر البعض الآخر أن المدارس باتت بالنسبة لغالبية الأطفال السوريين أشبه بالترف جراء النقص الحاصل في مستلزمات الأسرة وأطفالها بشكل يومي.

ففي مخيم الزعتري شمالا اعتبر البعض أن مصيبة الأسرة السورية أبعد من قرار إرسال الأطفال للمدارس والاستجابة للدعوات فاْصل المشكلة لم يعالج بدليل أنهم كانوا يرتادون المدارس قبل التهجير وقصف المدن وقتل الأطفال.

وقال أبو أيمن، أب لثمانية أطفال، في إحدى خيم الزعتري:"علي إرسال خمسة من أولادي إلى المدارس فيما يعيقنا واقع مادي يصل لحدود الفاقة والعوز الشديد تأمين احتياجاتهم ومصاريفهم اليومية أمر عسير على أية أسرة من يريد إرسال أولاده إلى المدرسة عليه أن ينام وفي جيبه مصاريفهم اليومية والتي تتجاوز شهريا 200/دينار أردني لا يوجد منها شيء".

وفي سياق رده على دعوات المنظمة وقدرتها على تأمين بعض المستلزمات الدراسية للأطفال يوضح أبو أيمن "صحيح هم يؤمنون المقعد والخيمة الكبيرة والقرطاسية والمعلم لكن ماذا نقول لهم هم لا يعرفون أن تكون لاجئاً بلا أدنى دخل سأقول لأطفالي كل صباح اذهبوا إلى اليونسيف وخذوا منها مصروف جيبكم" يتهكم الرجل بسخرية مريرة على وقائع بدت مستعصية الحلول.

تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إن “نحو ثلثي الأطفال السوريين في سن الدراسة غير منتظمين بالدراسة، في حين إنه لم يسجل سوى 12000 طفل من أصل 30000 في سن المدرسة بمخيم الزعتري للاجئين السوريين”. 
وحذرت المنظمة في بيان صحفي من ارتفاع نسب التسرب المدرسي بين الأطفال السوريين، موضحة أنه منذ العام الدراسي الماضي تسرب نحو مليوني طفل سوري من المدارس، أي نحو 40 % من التلاميذ المسجلين في الصفوف من الأول إلى التاسع، بينما أصبح مليون طفل منهم لاجئين، ما يجعل عودتهم للمدارس أمراً صعباً للغاية.
ولا تختلف الصور كثيرا بين لاجئي مخيم الزعتري وبين أقرانهم الآخرين في مدن اللجوء، إذ تبدو احتياجات الطلبة متسارعة وملحة وتفرض خيارات "كالمستجير من الرمضاء بالنار" فقرار ايقافهم بلا مدارس يأخذ منعطفا بالغ الخطورة والقدرة على تلبية الاحتياجات غير متوفرة.

وناشد العديد من اللاجئين السوريين عبر "اقتصاد" /منظمة اليونسيف/ بتوفير مستلزمات العملية التعليمية بدءا من تخصيص بعض المصاريف الشخصية للطلبة وصولا لتكاليف النقل اليومية والتي تثقل كاهل الأسر السورية وعلى الرغم من انتشار مدارس عامة في أرجاء مدن المملكة، إلا أن بعض المدارس ترفض استقبال مزيد من الطلبة السوريين بحجة عدم توفر شاغر مدرسي مما يفرض مدرسة أبعد في الجغرافيا وتتطلب مزيدا من المصاريف قد تضع قرار الأسرة بمتابعة تعليم أبنائها في مهب الريح.

وبحسب تقرير صادر عن “اليونيسف” حول الأطفال السوريين في الأردن تحت عنوان “الحياة المحطمة” فيما يخص التعليم، فإن المنظمة أطلقت جرس الإنذار من أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين قد يحرم من التعليم.
ولفت التقرير إلى أن نحو 78 % من الأطفال في مخيم الزعتري لا يذهبون للمدارس، وفي خارج المخيم والمجتمعات المضيفة، تتراوح نسبة التسرب بينهم حسب المناطق بين 50 الى 95 %.

وعزت المنظمة أسباب عدم توجه الأطفال للمدارس إلى إيمانهم بأنهم سيعودون قريبا لسوريا، إضافة للخوف من العنف والتحرش في الطريق للمدرسة، وانخراط نسبة منهم في سوق العمل، وبعد مدارس الإناث عن أماكن سكن العائلات، وأخيرا كلفة المواصلات المرتفعة.
ولفت التقرير إلى ما يعانيه الأطفال السوريون من سوء تغذية في المدارس، واكتظاظ الصفوف، والعقاب الجسدي الذي يتعرضون من المعلمين، وحالات العنف الجنسي والتحرش من قبل الطلبة أنفسهم، والتمييز في المجتمعات المضيفة.

ويشكل الأطفال 53 % من العدد الكلي للاجئين في الأردن من أصل 540 ألفا، منهم 150 ألفا في مخيم الزعتري، الذي يضم مدرستين تضمان نحو 10 آلاف طالب سوري، بينما يحتاج قرابة 25 ألفا للانخراط في التعليم.
وتجاوز عدد الطلبة السوريين الملتحقين مجانا بمدارس المملكة الحكومية 55 ألفا فيما خصصت المنظمة عبر حملتها الجديدة أرقام اتصال مجانية للوقوف على أسباب وعوامل تغييب الأطفال عن المدارس.

ترك تعليق

التعليق