أطفال سوريون في تركيا يحملون عبء اللغة عن كاهل ذويهم

أحد المشاهد التي لم تعد تثر دهشة الأتراك، هو مشهد الأطفال السوريين وهم يتحدثون عوضاً عن ذويهم أثناء عمليات الشراء والمفاصلة، ففي اسطنبول ليس غريبا أن يستلم طفل سوري النقاش بخصوص إيجار شقة أو معاملات الإقامة.

الحاجة أم الاختراع
أن يطلب الوالد من ابنه البالغ 10سنوات مساعدته في شراء بعض الاحتياجات، أمرٌ قد تعتبره للوهلة الأولى نتيجة من نتائج الحرب على عقلية السوريين، إلا أنه إذا عَرُف السبب بَطُل العجب، فما حوّل الأطفال السوريين إلى "ناطقين رسميين" باسم أهلهم هو تعلمهم للغة التركية، لابل وإتقانهم لها، إذ يحاول السوريون تجنيب أطفالهم غربة اللغة التي يعانون هم منها. 

"أحمد الميداني" المقيم في تركيا منذ 8 أشهر، يحرص على أن يتقن ابنه الوحيد اللغة التركية، ولو كان ذلك على حساب اللغة العربية، ويسعى "أحمد" إلى تأمين حياة كريمة لابنه في تركيا، لأن الأحوال برأيه لاتُبشر بعودة سريعة إلى سوريا.
وبخلاف والده "أحمد"، لايجد الطفل فراس اللغة تركية صعبة، مؤكدا أن الأطفال السوريين يتعلمون اللغة التركية بسرعة وسلاسة، خاصة أنهم يتلقون دروسا فيها إلى جانب العربية ضمن المدارس السورية، التي باتت منتشرة في أنحاء مختلفة من تركيا.

مناهج ليبية وعمل تطوعي 
نور عملت مدرسة لفترة في أحد المدارس السورية، توضح أن معظم المدارس السورية الموجودة في تركيا تُدرس إما المناهج المعتمدة في ليبيا مابعد الثورة، أو المنهاج السوري المُعدل.
وبما إن لمعظم المدارس السورية تعتمد في بعض تمويلها على الهئيات الخيرية المدنية، التركية والسورية، علاوة على بعض المساعدات التي يقدمها الإئتلاف الوطني، فإن عددا كبيرا من الملعمين السوريين -بحسب نور- يضطرون لممارسة التدريس بشكل تطوعي في هذه المدارس.
بالتقسيط
فتحت معظم المدارس أبواب التسجيل استعداد لموسم دراسي جديد، وتم تحديد أقساط تتفاوت وفق مستوى كل مدرسة و"المزايا" التي تقدمها، إلا أن "تقسيط" الرسوم هو القاسم المشترك بين المدارس التي تعلم تماما أن طلابها يبقون، مهما كانوا ميسورين، من المهجرين.

ترك تعليق

التعليق