"التسول" حالات سلبية تسيء للاجئين السوريين في الأردن !

التسول ظاهرة سلبية بدأت تطفو على السطح بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين 
في محافظة المفرق (شمال الأردن)، غير أن الملاحظ هنا أن فئة الغجر الذين احترفوا هذه "المهنة" في المدن السورية منذ سنوات طويلة نقلوها إلى الأردن وركبوا موجة الحاجة وعسر الحال فأعطوا صورة سلبية عن السوريين الذين لم يألفوا مثل هذه الأعمال من قبل. 
"الله يرزقك ... حسنة لوجه الله ... الله يخليك ... مقطوعة والله" هي بعض العبارات التي كانت ترددها المتسولة "أم حسن" أمام سور أحد مساجد المفرق، قالت إنها من مدينة درعا وأنها فرت من جحيم الحرب الدائرة هناك، وعندما سألناها لماذا لا تلجئين إلى الجمعيات الخيرية قالت إن هذه الجمعيات لا تقدم لها المساعدة لأنها وحيدة "عم أشحد لأني بلا معيل عندي دزينة ولاد وما حدا عم يعطيني شي من الجمعيات شو بدي ساوي"، وعندما اكتشفت بأني أقوم بتسجيل صوتها طلبت مني "بنرفزة" أن أبتعد عنها.
"أم نمر" لاجئة غجرية أخرى جلست مع ابنتها التي تعاني من المرض المنغولي بقرب الجامع الكبير في المفرق تقول لو عندي مال لما اخترت هذا العمل: "يعني كويس أنو الناس بتطلع عليّ وعلى بنتي على الرايحة والجاية؟" وتضيف بحسرة: "والله أكثر الأحيان بحط اللي بطالعوا كلو على أجرة البيت وعلى تسديد الديون وبنام بلا عشا"

الأطفال ضحايا التسول
لا تملك وزارة التنمية الاجتماعية إحصائيات عن أعداد الذين تم ضبطهم من المتسولين السوريين في الأردن لأن كوادرها التي تقوم بحملات مكافحة التسول لا تسأل المتسولين عن جنسياتهم لمعرفة أعداد السوريين المضبوطين بجرم التسول من سواهم، غير أن أغلب الذين تم ضبطهم من هؤلاء هم من النساء والأطفال كما يوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور "فواز الرطروط" لـ "اقتصاد" "يُمارس التسول من قبل فئتين من الناس الفئة الأولى هم البالغون الذين أعمارهم فوق 18 سنة والفئة الثانية هم من دون 18 سنة"، وفيما يخص الفئة الثانية الأطفال يعتبر ضحايا التسول أو ممارسيه من الأطفال هم ضحايا محتاجين للحماية والرعاية وغالبية المضبوطين المتسولين –كما يقول د . الرطروط– من البالغين وعلى وجه التحديد الإناث. ويضيف الرطروط إن كثيراً من المتسولين يدّعون أنهم من اللاجئين السوريين، "بهدف استدراج تعاطف المواطنين مع معاناتهم، لكن واقع الحال أن 98 % من المتسولين هم من الجنسية الأردنية، وهم في الغالب من المكررين، والذين يعتبرون التسول مهنة يعتاشون منها.

استدرار العطف باسم اللاجئين السوريين 
نفذت وزارة التنمية الاجتماعية خلال شهر رمضان الماضي 102 حملة ضُبط خلالها 242 متسولاً، منهم 10 أطفال. وشكّل المتسولون السوريون ما نسبته 2% منهم. وفي محافظة المفرق تمكّن قسم الدفاع الاجتماعي في مديرية التنمية الاجتماعية في الفترة الأخيرة من إلقاء القبض على 28 حالة تسول وفق ما ذكره رئيس القسم قاسم الخزاعلة لـ "اقتصاد" مبيناً أن الكوادر التابعة للقسم نفذت خلال الشهر الماضي 12 حملة للتفتيش على عمليات التسول، بهدف الحد من أعمال التسول في محافظة المفرق، مشيراً إلى أنه كان من بين تلك الحالات التي تم ضبطها 5 من الإناث المتسولات.
ولفت إلى أن هناك 10 حالات من بين المتسولين تعود لـ 10 أحداث، وأشار الخزاعلة إلى أن كوادر القسم تواجه معاناة في عمليات التفتيش على أعمال التسول، خصوصاً ما يتعلق بضبط الأطفال من اللاجئين السوريين على مواقع الإشارات الضوئية ومن دون أن يكون بحوزتهم بطاقات شخصية تسهل عمليات التعامل معهم.
وأوضح الخزاعلة أن أكثر الحالات التي تم ضبطها عبارة عن غجر(نور) أرادوا أن يركبوا موجة عسر الحال واستدرار العطف باسم اللاجئين السوريين.

ويرى الشيخ هيثم أحمد المنصور أنه يجوز للإنسان أن يأخذ من المال بقدر حاجته ولكن مازاد عن حاجته فهو"سحت" يأثم صاحبه -كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم- كما أن الإخوة السوريين الموجودين في الأردن- نسأل الله أن ينصرهم ويعيدهم إلى بلادهم منصورين بإذن الله- يوجد من الجمعيات الخيرية ما تكفلهم جميعاً فلا يحتاجون إلى التسول لأنهم مكفولون من هذه الجمعيات كذلك من كانت له حرفة يستطيع أن يعمل بها فيستغني عن أموال الناس ويحفظ ماء وجهه.

ترك تعليق

التعليق