أطباء ومهندسو سوريا ... فوق التهجير اتهامات بـ"خيانة الوطن "

مقاربة الحرب الدائرة في سوريا تختلف عند "المنحبكجية" حتى وإن حاول البعض مقاربة أية واقعة كتهجير الأطباء والمهندسين وتدمير المشافي والبنى التحتية وحملة الاعتقالات التي قد تصيبهم متجنبين رؤية مشاهد أطباء حمص وحماه ودرعا واعتصاماتهم وتصفياتهم من آلة النظام العسكرية والاستخباراتية لتغدو المقاربة نوعا من الدعائية والتخوين على لسان شهود ومسؤولين من ذات الرؤية والبرنامج.

وفيما يؤكد الدكتور جواد أبو حطب رئيس المكتب الطبي الموحد وعضو الائتلاف السوري المعارض أن أكثر من /20/ ألف طبيب سوري غادروا جرّاء آليات القمع والاستهداف فإن نقيب أطباء دمشق بحسب صحف النظام ومواقعه لا يرى أن ثمة تهجيرا :"لا شيء اسمه «هجرة أطباء» وأن من غادر هم قلة ونسبتهم ليست بالكبيرة، نافياً وجود أي نسبة محددة لهم، بخلاف ما ورد، على لسان، رئيس مجلس وزراء النظام وائل الحلقي، قبل مدة، من أنّ «أكثر من 25 بالمئة من الأطباء هم خارج الوطن»، خلال حضوره المؤتمر السنوي لفرع نقابة أطباء دمشق.

ويشير نقيب الأطباء إلى أنّ قسماً كبيراً من الأطباء الذين غادروا، في بداية الأزمة، نتيجة خوفهم من الأحداث وعدم اعتيادهم انعدام الأمن، عادوا إلى أرض الوطن، وأن قسماً كبيراً عاد أيضاً بعد اكتشافه «العقود الوهمية» التي أغرته للذهاب إلى قطر والسعودية، حيث أعربوا، كما يقول النقيب، عن ندمهم واعترافهم بأن كل ما وعدوا به كان كذبا "على أن النقيب يتناسى أن غالبية الأطباء السوريين ممن طالهم الرعب من نظام الأسد يقيمون في الأردن أو تركيا ولبنان، إضافة لعيادات متنقلة يديرونها لإنقاذ أرواح مواطنيهم.

ويلفت الطبيب ابراهيم الحريري إلى أن مغادرتهم كانت اضطرارية بعد أن تحولت مشافي الوطن إلى سجون ومعتقلات لأي مصاب طفلا أم شيخا وحتى امراة، مضيفا أن الخيارات كانت تضيق وأمام تقاعس المجتمع قررت مع بعض من زملائي المغادرة وتقديم ما أمكن من دول الجوار حيث يصل مصابون يوميا ويمكن أيضا إيصال بعض المساعدات الطبية وتوجيه الزملاء العاملين في المشافي الميدانية".

ويشير مصدر طبي بحسب صحف النظام إلى أن عدداً من أبرز الأطباء ورؤساء الأقسام، بعضهم من مدرّسي جامعة دمشق، غادروا الوطن، الأمر الذي سبّب ضغطاً كبيراً، دفع المستشفى إلى زيادة الاعتماد على طلّاب الدراسات العليا.
ولا يخفي المصدر المختص في الجراحة القلبية، الذي رفض الكشف عن اسمه، استهجانه لمغادرة هؤلاء الأطباء الذين بنوا سمعتهم وثرواتهم من خيرات هذا الوطن وعملهم في المستشفى وجامعة دمشق، ليعتبر أنه كان من المفروض على المغادرين التزام العمل والواجب الوطني، وأن أيّ أسباب يقدمونها غير مبررة، وخصوصاً في هذه الظروف الحرجة التي يحتاجهم فيها الوطن".

وللمهندسين الوجع نفسه
وتتحدث مواقع مقربة من النظام في مقاربتها لقراءة من طرف النظام و"منحبكجيته" حول المهندسين بذات اللهجة والمواصفات "فمن لم يقف مع النظام خان الوطن" وتشير عن مصادرها من نقابة المهندسين إلى وجود ملف داخل النقابة للمنقطعين عن تسديد رسوم اشتراكهم فيها، لافتة إلى ازدياد سفر المهندسين خلال السنة الماضية بنسبة كبيرة، بالتزامن مع ارتفاع ثمن مواد البناء وتوقف غالبية المشاريع، وصعوبة نقل الآليات واستهدافها المستمر من خلال عمليات السرقة والتخريب التي تطاولها.
 
لا حديث هنا عن مدافع النظام وصواريخه حين تهدم المدن والقرى وتهجر الناس من وطنها يقول المهندس محمد المسالمة:"لم يغير النظام وأبواقه قيد أنملة في مقاربتهم للأزمة أن تكون معهم في خندق القتل والتخوين فأنت كبير بكبر "البروباغندا" التي تلوكها صباح مساء متسائلا ألم يحن الوقت لقراءة وطنية لمن يريد القراءة حول نسبة المهجرين ومن أي الجغرافيا السورية وإلى أين وصلوا معتبرا أن أي شريحة سورية جاهزة للإجابة شريطة أن تكون الجهة الدارسة حيادية داعيا أن تتفضل المنظمات الحقوقية والإنسانية لزيارة الأطباء والمهندسين والاستماع لإجابات ترحيلهم". 

لكن المسالمة يسارع لحسم الأجوبة ضمن عقلية "المنحبكجية" والتي باتت مكشوفة كما يراها بعد تجريبها أكثر من عامين ونصف:" ستكون المنظمات مرتبطة بأعداء افتراضيين فهل ينتظر العالم تهجير أكثر من /5/ ملايين سوري وتدمير مدن حمص وحماه والقامشلي ودرعا وريف دمشق وحلب لإثبات أجوبة بديهية حول هوية القاتل".

ترك تعليق

التعليق